0 / 0

ما حكم مشاهدة قنوات الأطفال التي تتضمن الأناشيد بالمؤثرات الصوتية

السؤال: 135888

ما حكم تركيب ومشاهدة قنوات الأطفال التي تعرض فرقاً من البنات الصغيرات وبعضهن قاربن البلوغ وتقوم بإخراجهن بشكل فاتن ، وكذلك في أناشيدها دف أو مؤثرات صوتية علما أن لديهم خيارا بكتم المؤثرات أو الدف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
إن من أعظم المسئوليات الملقاة على عاتق الأهل : مسئولية الأولاد ، فقد جاء في الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ فِى مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري ( 853 ) ، ومسلم ( 1829 ) .
وقد أمر الله تعالى بوقاية الأهل والأولاد مما يفسدهم ، أو يوجب لهم الخسران ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ) التحريم/ من الآية 6 .
قال ابن كثير رحمه الله : ” أي : مُروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر ، ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (5/240) .
وقال ابن القيم رحمه الله : ” فمَن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سُدىً : فقد أساء إليه غاية الإساءة .
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء ، وإهمالهم لهم , وترك تعليمهم فرائض الدِّين وسننه ، فأضاعوهم صغاراً ” انتهى من ” تحفة المودود ” ( ص 229 ) .

ثانياً :
ومِن تلك المسئولية : منع كل ما يؤثر في دينهم ، وخُلُقهم ، ولا شك أن قنوات الأطفال الكرتونية لها إيجابيات ، وسلبيات ، وهي تختلف من قناة لأخرى ، بحسب ما يُعرَض ، ويُشاهد فيها .
ولا شك أن بعض هذه القنوات تحوي جاذبية في العرض وأفكار جيدة في توجيه الأطفال ، ولكنها أيضا تحتوي على مفاسد , ومخالفات ، ومنها :
أ. استعمال الموسيقى , حيث يصدر منها أصوات آلات العزف المحرَّمة ، وحرمة الآلات الموسيقية بيِّنة في النصوص .
وينظر جواب السؤال رقم : ( 5000 ) .
ب. الرقص ، والتمايل ، في تلك الأناشيد ، والأغنيات ؛ حتى صارت السمة البارزة لهذه القنوات , وحتى خرجت عن المألوف .
ج. خروج بعض النساء المتبرجات ، وبعض البنات البالغات ، أو القريبات من البلوغ ، وهن ينشدن ، ويغنين , ولا شك أن هذا مدعاة للافتتان بهنَّ ، وإثارة الشهوة ، لا سيما من الشباب ، والغلمان .
وقد رأينا أثرها السيئ على الأطفال ، فافتتنوا بها حتى صارت شغلهم الشاغل ، من حفظ لتلك الأغاني ، والأناشيد ، وتقليد ، ومحاكاة في الحركات ، والرقص ، والتمايل , وكان الأولى : إشغالهم بما ينفعهم في دينهم ، من حفظٍ لكتاب الله ، وتعليمهم ما ينفعهم ، في دينهم ، ودنياهم .
والعجيب من أصحاب تلك القنوات مع وجود كل هذه المخالفات أن يطلقوا على قناتهم أسماء شرعية ؛ كأنهم يسوقون لتلك المعاصي بألفاظ شرعية ، مع مخالفة الاسم لواقعهم .
وعلى الرغم من سمو هدف القائمين على هذه القنوات إلا أنّ الغاية لا تبرر الوسيلة ، واعتياد الأطفال على سماع تلك الطبول ، والإيقاعات ، مع التمايل والرقص : ينشيء جيلاً متميعاً ، وربما كان ذلك سبباً في التحاقه فيما بعد بقوافل المغنين والمغنيات ، من أهل المجون ، والفسق ، والفجور.
وبعض هذه القنوات تحاول استرضاء الأطراف وكسب الزبائن بوضع خيار ” بدون إيقاع ” ، ولكن تبقى المخالفات الأخرى بحاجة إلى معالجة ، والواجب على الغيورين القيام بالمناصحة ومحاولة تغيير المنكرات بشتى الوسائل لعمق تأثيرها وسعة رواجها .
وينظر جواب السؤال رقم : ( 110352 ) .

ثالثاً :
لا بد من مراعاة الأطفال في مشاهدة التلفاز , وتنظيم وقتهم في تلك المشاهدة , فيُجعل وقتٌ للصلاة ، ووقت لحفظ القرآن ، ووقت للقراءة النافعة ؛ لأن المشاهَد أن أكثر الآباء والأمهات يغفلون عن الجانب المهم في حياة أبنائهم , وهو تعليمهم ما ينفعهم ، وحثهم على الأفضل ، والأحسن من أمر الدِّين والدنيا , ولا بأس أن يتخلل ذلك بعض الوقت للترويح عن النفس بمشاهدة القنوات الكرتونية الإسلامية الجادة – كفقرات الأطفال في بعض القنوات الهادفة ، أما أن يَصرف كامل الوقت في متابعة ومشاهدة تلك القنوات : فهذا جانب سلبي , وخروج عن المقصد الأهم في تربية الطفل ، وتنشئته .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android