لا يجوز جعل الحيوانات أهدافاً للتصويب عليها
السؤال: 13658
لقد قمت بقتل أرنب برميه بالرصاص بغية التدريب على إصابة الهدف . ثم دفنته بعد ذلك . إنني أشعر بالحرج الشديد لما فعلته . ما الحكم الإسلامي فيما فعلته ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا شك أن هذا العمل
الذي قمت به عمل محرّم شرعاً ولا يجوز ، وهذا من تعذيب الحيوان الذي نهى عنه
النبي صلى الله عليه وسلم :
1. فقد
جاء في الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى
مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ
حَبَسَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ ) رواه
البخاري ( 2236 ) ومسلم ( 2242 ) ، قال النووي : الذي يظهر من الحديث أنها
إنما دخلت النار بهذه المعصية .
2. وعن
ابن عمر رضي الله عنهما أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة
يرميها فمشى إليها ابن عمر حتى حلَّها ، ثم أقبل بها وبالغلام معه فقال : ازجروا
غلامكم عن أن يُصبَر هذا الطير للقتل ، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم نهى
أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل . رواه البخاري ( 5195 ) ومسلم ( 1958
) ولفظه ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا “.
ومعنى ” تُصبر ” أي : تُحبس لتُرمى
وتُتخذ هدفاً .
3. وجاء في الحديث الآخر الذي روي عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا ) رواه
مسلم ( 1957 ) ، والمراد بالغرض الهدف .
قال النووي :
قوله : ” نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن تصبر البهائم ” وفي رواية : ” لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا
” قال العلماء : صبر البهائم : أن تحبس وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه ، وهو
معنى : ” لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضاً ” ، أي : لا تتخذوا الحيوان
الحي غرضا ترمون إليه كالغرض من الجلود وغيرها ، وهذا النهي للتحريم ، ولهذا
قال صلى الله عليه وسلم في رواية ابن عمر التي بعد هذه : ” لعن الله من
فعل هذا ” ، ولأنه تعذيب للحيوان ، وإتلاف لنفسه ، وتضييع لماليته ، وتفويت
لذكاته إن كان مذكًّى ، ولمنفعته إن لم يكن مذكًّى .
” شرح مسلم ” ( 13 / 108 ) .
فالواجب عليك التوبة النصوح من هذا العمل
، والاستغفار ، وأن تكثر من الحسنات حتى يغفر الله لك ذنبك . والله الهادي إلى
سواء السبيل .
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
هل انتفعت بهذه الإجابة؟