أنا طالب جامعي ، وقد بدأت مشوار البحث عن وظيفة . ويقول بعض معلمي الكلية عندنا إنه من الضروري (والمفيد) أن ينظر الشخص في عيني المسؤول عن التوظيف خلال المقابلة الشخصية ، وألا يوجه الشخص نظره إلى الأرض أو إلى أي مكان آخر . وبما أن الذين يجرون المقابلات الشخصية في أيامنا هذه هم في العادة من النساء ، فأنا أسأل ما إذا كان يجوز لي أن أوجه نظري إلى المرأة التي قد تجري المقابلة معي ، لأنها قد لا تأخذ الانطباع الصحيح عني إن أنا وجهت نظري للأرض . أرجو المساعدة .
حكم النظر إلى الموظفة لمصلحة العمل
السؤال: 13819
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
وبعد : فإن العذر الذي ذكرته لا يبيح لك النظر إلى النساء الأجنبيات ، فأنت تطلب الرزق الحلال ، والرزق بيد الله ، وما عند الله لا ينال بمعصيته ، بل قد وعد الله المتقين بأن يجعل لهم مخرجا وفرجا من كل ضيق ويرزقهم من حيث لا يشعرون كما قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً .وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2 ،3 وأما ما قاله معلموك فهو معارض بكلام الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/30 ، وبقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ” اصرف بصرك” أخرجه أحمد ( 18715 ) ومسلم (2159 ) . فمن أحق بالطاعة ؛ الله ورسوله ؛ أم معلموك ؟!
فأنصحك بملازمة التقوى والبعد عن الحرام وسييسر الله لك أمرك بإذنه وفضله . وستجد مزيدا من الكلام عن حكم النظر إلى النساء في إجابة السؤال رقم ( 1774 ) فراجعه فإنه مهم .
وفقك الله ، ويسر أمرك .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
موضوعات ذات صلة