هل يجوز أن تدعو ربها أن يطلق فلان زوجته أو يترك خطيبته لتتزوجه هي؟
السؤال: 138396
هل يجوز أن أدعو ربي يرزقني شخصاً معيناً ؟ أنا أدعو ربي لمدة أربع سنين ، هو الآن مرتبط بواحدة لم يتزوجها يعد ، وهو يحبني ، واستخرت وأحس قلبي يميل له كثيراً .
وهل يجوز أدعو ربي أن الشخص هذا يطلق الفتاة المرتبط بها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
يشرع للمسلم أن يسأل ربه كل ما أهمه من أمر دينه ودنياه ، في صلاته وفي غير صلاته ؛
فإن الدعاء عبادة ، والله يحب من عبده أن يعبده ويدعوه ، وقد قال الله تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60 .
وجاء في “المدونة” (1/192) :
“قَالَ مَالِكٌ : وَلَا بَأْسَ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ بِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ فِي
الْمَكْتُوبَةِ ، حَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، فِي الْقِيَامِ وَالْجُلُوسِ
وَالسُّجُودِ” انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
“أطلق النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء ولم يقيده بشيء معين فيجوز أن تدعو بأمر
يتعلق بالآخرة أو بأمر يتعلق بالدنيا ، حتى لو دعوت الله في سجودك أن ييسر لك بيتا
واسعا نظيفا أو سيارة مريحة وما أشبه ذلك فلا بأس به ؛ لأن الدعاء عبادة لله عز وجل
سواء دعوت في شيء من أمور الدنيا أو في شيء من أمور الآخرة ؛ فإن مجرد دعائك الله
عز وجل عبادة تقربك إلى الله سبحانه وتعالى ” انتهى .
“فتاوى نور على الدرب” (5/ 163) .
ثانياً :
لا
يجوز للمسلم أن يعتدي في دعائه ، قال الله تعالى : (ادْعُوا
رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا
وَخُفْيَةً
إِنَّهُ
لَا
يُحِبُّ
الْمُعْتَدِين)
.
وروى أبو داود (96) وابن ماجة (3864) عَنْ
عَبْدَ
اللَّهِ
بْنَ
مُغَفَّل رضي الله عنه أَنَّ
النبي صَلَّى
اللَّهُ
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قال
: (سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ) وصححه الألباني في “سنن ابن ماجه”
.
ومن
الاعتداء في الدعاء : سؤال الله ما لا يجوز من الحاجات ، كالإضرار بالمسلم وظلمه .
ودعاؤك أن يترك هذا الشخص الفتاة التي تقدم لها ليتزوجك أنت فيه اعتداء على أختك ،
وظلم لها .
ومما يدل على أن ذلك ظلم لها : أنك لو كنت مكانها لن ترضي من أحد أن يدعو عليك بمثل
هذا الدعاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا
يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ
حَتَّى
يُحِبَّ
لِأَخِيهِ
مَا
يُحِبُّ
لِنَفْسِهِ) رواه البخاري (13) ومسلم (45) .
وقد
روى البخاري (6601) ومسلم (1408) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تَسْأَلْ الْمَرْأَةُ
طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا وَلْتَنْكِحْ فَإِنَّ لَهَا مَا
قُدِّرَ لَهَا).
قال
النووي رحمه الله :
“مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث : نَهْي الْمَرْأَة الْأَجْنَبِيَّة أَنْ تَسْأَل
الزَّوْج طَلَاق زَوْجَته , وَأَنْ يَنْكِحهَا وَيَصِير لَهَا مِنْ نَفَقَته
وَمَعْرُوفه وَمُعَاشَرَته وَنَحْوهَا مَا كَانَ لَلْمُطَلَّقَة” انتهى .
ومعنى قوله : (ولتنكح) أي : لتتزوج هذا الرجل ولا تطلب منه طلاق زوجته ، أو تتزوج
بغيره ممن تيسر لها ، ولا تتعلق بهذا الرجل .
فالنصيحة لك أن تعرضي عن التفكير في هذا الشخص حتى لا يجرك ذلك إلى الوقوع في شيء
محرم ، واسألي الله تعالى أن ييسر لك زوجاً صالحاً ، فإنك لا تدرين هل هذا الشخص إن
تزوجك سيكون مناسباً وصالحاً لك أم لا؟
وعليك أن ترضي بما قدره الله لك ، فإن الإنسان لا يدري أين الخير له ؟ قال الله
تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ
تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ) البقرة/ 216 .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ويوفقك إلى ما يحب ويرضى .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟