تنزيل
0 / 0
5,77820/08/2009

يريد السفر للعمرة والتقديم في الجامعة لكن يخشى أن يموت والده أثناء غيابه

السؤال: 138891

أظهرت التحاليل الطبية التي أجريت في الأشهر الأخيرة لوالدي أنه يعاني من السرطان وقد قال الأطباء إنه لا يمكن علاجه . منذ أيام استقرت حالته فحجزت التذكرة لكي أذهب إلى مكة والمدينة لأداء العمرة والتقديم للدراسة في إحدى الجامعات ولكن حالته ساءت في الأيام التالية وقال الأطباء إنه لم يبقى له الكثير ليعيش ، فالآن أخشى أن يموت وأنا في السفر فيبقى أثر ذلك في نفسي . بالمقابل أخشى أن تفوتني هذه الفرصة للتسجيل في الجامعة وأداء العمرة وأن تذهب فلوس التذكرة سدى . أما من ناحية العناية بوالدي فسيتولى ذلك أخواي وأختاي . فما هي نصيحتكم؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

نسأل الله تعالى أن يشفي والدك ويعافيه ويقر عينك بذلك .

ثانيا :

إذا
رغب والدك في بقائك إلى جانبه ، فهذا مقدم على ذهابك للعمرة وتقديمك في الجامعة
؛ لما له من عظيم الحق في البر والصلة ، وقد روى البخاري (3004) ومسلم (2549) عن
عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ ،
فَقَالَ : (أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ) .

قال
النووي رحمه الله في “شرح مسلم” : ” قَوْله : ( جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنهُ فِي الْجِهَاد , فَقَالَ : أَحَيٌّ
وَالِدَاك ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ) وَفِي رِوَايَة : (
أُبَايِعك عَلَى الْهِجْرَة وَالْجِهَاد أَبْتَغِي الْأَجْر مِنْ اللَّه تَعَالَى
قَالَ : فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْك فَأَحْسِنْ صُحْبَتهمَا ) هَذَا كُلّه دَلِيل
لِعِظَمِ فَضِيلَة بِرّهمَا , وَأَنَّهُ آكَد مِنْ الْجِهَاد , وَفِيهِ حُجَّة
لِمَا قَالَهُ الْعُلَمَاء أَنَّهُ لَا يَجُوز الْجِهَاد إِلَّا بِإِذْنِهِمَا
إِذَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ , أَوْ بِإِذْنِ الْمُسْلِم مِنْهُمَا ” انتهى .

وينظر جواب السؤال رقم (11558)
.

وإن أذن لك في الذهاب ، ولم يكن بحاجة إلى بقائك معه ، فالذي يظهر لنا أنك تسافر
لتنال الأجر ، وتسعى لطلب العلم ، وتحافظ على المال الذي بذلته ، وتودع أباك وتطلب
عفوه وصفحه ، وتوصي إخوانك به ، وباتباع السنة في تشييعه ودفنه لو توفاه الله تعالى
.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد والرشاد .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android