0 / 0
133,10519/10/2009

القصيدة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية

السؤال: 140350

هل ثبت نسب القصيدة اللامية في العقيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ هل في أبياتها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة ؟ وأي الأبيات ؟ ما معنى الشطر الثاني من البيت الثالث : ” ومودة القربى بها أتوسل ” ؟ أرجو تزويدي بقول الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في هذا الموضوع إن وجد .
جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف أهل العلم المتأخرون في صحة نسبة القصيدة ” اللامية ” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وذلك على قولين :

القول الأول : تصحيح نسبتها إليه ، وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم ، منهم :

الشيخ نعمان الألوسي في كتابه ” جلاء العينين في محاكمة الأحمدين “، والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على الواسطية ، والشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي الذي شرح القصيدة في كتاب أسماه : ” اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية “، ولكنه قال في المقدمة عن هذه الأبيات إنها ” تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “، وقد علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، وغيرهم كثير .

وأهم ما يستدل به لهذا القول ما يلي :

1-شهرة هذه النسبة بين أهل العلم .

2-جود القصيدة في مخطوط بين كتب ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان هذا المخطوط لم يكتب عليه أنه من كلام شيخ الإسلام ، ولكن مكانه يشير إلى مؤلفه .

القول الثاني : إنكار نسبتها إليه .

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

” الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ ” انتهى.

” شرح السفارينية ” (ص427-428) طبعة دار البصيرة ، تحت شرح البيت رقم (102)

ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي :

1- أن أحدا من أهل العلم المتقدمين الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية وسردوا أسماء مصنفاته لم يذكروا هذه القصيدة في مؤلفاته ، فكيف يمكن إثبات نسبة كتاب لأحد العلماء ولم ينسبه إليه تلاميذه الذين اعتنوا بمصنفاته ، بل ولا أحد ممن ترجم له من أصحاب كتب التراجم.

2-جاء في أحد أبيات هذه القصيدة ما يلي :

            قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكتابَ وراءَهُ *** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ .

    وهذا البيت نفسه نقله شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في ” مجموع الفتاوى ” (6/297)

       عازيا إياه لأحد المنشدين ، فقال : ” وقد أنشد فيهم المنشد ….” انتهى.

     والأمر ربما كان يحتاج إلى مزيد من البحث والتحري في شأن هذه النسبة .

     يقول الشيخ علي العمران حفظه الله :” لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد اللحيدان

     معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة ، وذكر بعض أدلة ثبوتها ، وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها إليه ، بل فيه نظر كبير .

     ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتاوى لابن تيمية

    بخط أحد أبناء عمومة ابن تيمية ، بتاريخ (762) ، في غاية الجودة والنفاسة ، لكنه لم

 يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام ، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها ” انتهى.

نقلا عن هذا الرابط :

http://saaid.net/leqa/17.htm

 وأما عن نص هذه القصيدة ، فهو :

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل

اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل

حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل

ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل

وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل

وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول

وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل

قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل

والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل

وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل

وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل

والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل

ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل

هذا اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول

وقوله في القصيدة : ” حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل “: يعني أن حب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقرب التي نتقرب بها إلى الله تعالى ، ونتوسل بها إليه ، فإن التوسل بالأعمال الصالحة جائز باتفاق العلماء ، وهذا البيت من هذا الباب .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android