0 / 0
45,31701/12/2009

هل للقمر علاقة بسلوك الناس ، وخصوبة المرأة ؟

السؤال: 140448

إنني طالب في كلية ” الطب ” ، وقد أُخبرت بأن القمر ومراحله يحدد خصوبة المرأة ، فما رأيكم ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من يطلع على موروثات الأمم السابقة يجد مِن بينها مَن يعتقد في القمر تأثيراً بالغاً ، وخاصة إن كان مكتملاً ، وذلك التأثير في سلوك العنف ، والإجرام ، والتسبب في نوبات الصرع ، وتأثيره في خصوبة المرأة ، وغيرها .

ومن يطلع على بعض البحوث المعاصرة يجد تأييداً لتلك الموروثات من قبَل بعض الأطباء والباحثين ، ويؤيدون ذلك في أبحاثهم ، حتى غدا ذلك – عند كثيرين – عقيدة لا تتزحزح ، وقناعة لا يُشك فيها .

وقد تتبع الدكتور حسن محمد صندقجي حفظه الله “استشاري أمراض الباطنية والقلب في مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض” تلك الدراسات المثبتة لذلك التأثير ، ونقل أسماء القائلين بها ، ومراكزهم العلمية ، ثم ذكر الدراسات التي ترد على تلك السابقة ، والتي تُبين خطأها ، وعوارها ، وأيَّدها ، وبيَّن أنها هي الصواب .

قال الدكتور حسن محمد صندقجي – وفقه الله – :

وكان الدكتور ” إيفان كيلي ” الباحث النفسي بجامعة ” ساسكاتشوان ” في ” ساسكاتون ” قد تعمق في بحث موضوع القمر وتأثيراته على حياة الناس ، ونشر أكثر من 15 بحثاً طبيّاً نفسيّاً عن هذا الموضوع ، وراجع أكثر من 200 دراسة علمية طبيَّة عن علاقة القمر بحياة الناس النفسيَّة ، والصحيَّة ، وعبَّر عن رأيه الصريح في الأمر برمته قائلاً : ” رأيي الشخصي هو أن الادِّعاء بوجود تأثيرات لاكتمال القمر بهيئة البدر لم يثبت علميّاً ، والدراسات التي تم إجراؤها لم تكن نتائجها متوافقة ، ومنضبطة ، ولكل دراسة إيجابية في نتائجها : هناك دراسة أخرى سلبيَّة النتائج ، تُقابلها ، وتُلغيها ” .

… .

وتساءل الدكتور ” إيريك تشدلر ” ، الباحث النفسي بجامعة ” واشنطن ” في ” سياتل ” بالولايات المتحدة بالقول : ” هل من الممكن أننا – كثقافة – نُحب الفكرة القائلة بوجود قوة غامضة مُؤثرة للقمر على الأحداث في حياتنا ؟! وأننا بالتالي ندعم تلك الخرافة إلى الأمام ، وقُدماً ، لأننا نُريد إثبات ذلك ، بأي شكل ؟! ” .

وأضاف : ” حينما يحصل أمر غير معتاد ، ويكون القمر آنذاك بَدْراً : فإن الناس عادةً ما يُلاحظون ظهور القمر بهيئته المكتملة ، ويلومونه في التسبب بحصول تلك الأمور .

وعلق الدكتور ” سكوت براندهورست ” الباحث النفسي في ” روبرت ميوري كلينك ” التابع لمؤسسة ” فورست ” بالولايات المتحدة على الموضوع بالقول : ” إنها واحدة من الخرافاتmyths التي استمرت بالحضور بقوة عبر الأجيال المتعاقبة ، ونحن – كمجتمع – لا نزال نستخدم اكتمال القمر لتعليل سلوكيات الناس ” .

وفي عدد شتاء عام 1986 من مجلة البحث عن حقائق الشكوك Skeptical Inquirer ، صدر تقرير ” الهيئة العلمية للتحقيق في مزاعم الأمور الخارقة للعادة ” CSICO ، الذي تفحص بالتحليل نتائج العديد من الدراسات العلمية التي تناولت بالبحث علاقة مراحل ظهور القمر lunar phases بالتصرفات غير الطبيعية ، وأعطى هذا التقرير رأيه في الأسباب التي لا تزال تجعل الكثيرين يستمرون في الاعتقاد بتأثيرات مراحل القمر ! .

… .

ووفق ما قاله التقرير صراحة : ” وفي 23 دراسة تم فحص نتائجها : تبيَّن أن في نصفها تقريباً – وعلى أقل تقدير – خطأ ، أو خطأين ، في طريقة البحث العلمي ، وبتصحيح تلك الأخطاء المنهجية في البحث ، وبالعودة إلى النتائج الأصلية لتلك الدراسات : فإننا لم نجد أن هناك علاقة ثابتة ومتوافقة بين مراحل القمر وبين تلك التصرفات غير الطبيعية من الناس ، والتي تُوصف عادة بأنها نتيجة لتأثيرات القمر عليهم ” .

وقال العلماء في تقريرهم : ” إن كانت البراهين العلمية تقول لنا بأنه لا تُوجد تلك التأثيرات المزعومة للقمر : فلماذا تستمر فرضية ” القمر المكتمل ” بين الناس ؟ ” .

وأجابوا : ” بأن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى استمرار ذلك المعتقد ، وهي : انحدار مستوى التقارير الإعلامية ، وضحالة المعرفة بعلم الفيزياء الطبيعية ، والانحياز ، والميل لدى بعض المتخصصين في علم النفس ” .

… .

وكان الباحثون من مركز علوم الصحة بجامعة ” جنوب فلوريدا ” قد ذكروا في عام 2004 ، ضمن مراجعاتهم العلمية لعلاقة اكتمال البدر بالأمراض العضوية : أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي حاولت فهم العلاقة بين أطوار ظهور القمر وبين الإصابات بنوبات الجلطات القلبية ، ومعدل الولادات ، ومحاولات الإقدام على الانتحار ، وارتفاع الحاجة للدخول إلى المستشفيات نتيجة تهيج حالة المرضى النفسيين ، ونوبات الصرع التشنجي ، وأكدوا على أن نتائج تلك الدراسات : لم تجد علاقة تُذكر بين مراحل ظهور القمر ، وبين حصول تلك الحالات المرضية . انتهى .

جريدة ” الشرق الأوسط ” ، الأحـد 11 شـوال 1429 هـ ، 12 اكتوبر 2008 ، العدد 10911 .

وقد نصَّ الدكتور حسن محمد صندقجي – وفقه الله – على ما ورد في السؤال من تأثير القمر على خصوبة المرأة ، فقال :

لا علاقة بين القمر ومفاجآت الحمل والولادة

هناك مَن يعتقد بأن ثمة علاقة بين وقت حصول تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري بالنسبة لدورة القمر الشهرية وبين جنس المولود ، وكذلك بين وقت الولادة وبين مراحل دورة القمر الشهرية ، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحمل ، والولادة ، وعلى سبيل المثال ، ذكر ” كيرتس جاكسون ” – مدير المستشفى البروتستانتي لجنوبي ” كاليفورنيا ” – بأن احتمالات الحمل ترتفع حينما تتلاقى البويضة مع الحيوان المنوي في أيام أوقات ظهور القمر ، مقارنة بأيام أوقات المحاق وتضاؤل حجم قرص القمر ، وتوصل إلى هذه الملاحظة بعد متابعته أكثر من أحد عشر ألف حالة حملٍ حصلت خلال بحر ست سنوات .

والأكثر غرابة من هذا : ما لاحظه الباحثون الألمان بعد متابعة أكثر من 33 ألف حالة ولادة ، حيث توصل الدكتور ” بيوهلر ” إلى أن احتمالات الحمل بمولود ذكر ترتفع في أيام ظهور القمر في حجم مكتمل .

والواقع : أن الدراسات الأحدث ، والأدق ، لمجموعات من الباحثين الطبيِّين ، لاحظتْ أن لا علاقة بين الأمْرين ، وعلى سبيل المثال : أشارت دراسة الباحثين من ” كارولينا الشمالية ” ، والمنشورة ضمن عدد مايو 2005 من المجلة الأميركية لطب النساء والتوليد : أن نتائج المراجعة العلمية لحالات أكثر من 500 ألف مولود لا تدل البتة أن هناك صلة بين وقت الولادة من جهة وبين مراحل دورة القمر الشهرية ، وفق ما قالته الدكتورة شيللي غالفن ، الباحثة المشاركة في الدراسة . انتهى .

جريدة ” الشرق الأوسط ” ، الأحـد 11 شـوال 1429 هـ ، 12 اكتوبر 2008 ، العدد 10911 .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android