0 / 0

قراءة ابن عباس والشمس تجري لا مستقر لها

السؤال: 140717

قرأت في تفسير سورة ” يس ” في كتاب تفسير ابن كثير ( النسخة الإنجليزية ) أن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قرآ الآية : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) ، فهل هذه القراءة صحيحة ؟ وهل هناك اختلافات أخرى في آيات القرآن ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

هذه القراءة ينقلها بعض المفسرين في كتبهم ، ولم نقف عليها مسندة إلا عند أبي عبيد القاسم بن سلام بسنده في ” فضائل القرآن ” (رقم/548) قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن محمد بن أبي حسان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) .

ومحمد بن أبي حسان هذا : لم نقف على ترجمة له ، إلا أن يكون هو محمد بن سعيد الشامي المصلوب بالزندقة ، فقد كان يسمى أحيانا : محمد بن أبي حسان . كما في ” ميزان الاعتدال ” (3/561)، فإن يكن هو فلا يخفى حكم هذا الإسناد بعد ذلك .

يقول القرطبي رحمه الله :

” وقرأ ابن مسعود وابن عباس : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) أي : إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة .

وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس .

قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ؛ لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس : ( والشمس تجري لمستقر لها ) فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .

قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله ” انتهى.

” الجامع لأحكام القرآن ” (15/28-29)

ثانيا :

إن صحت هذه القراءة وأمثالها من القراءات الواردة عن بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فإنها تحتمل أحوالا ثلاثة :

الأول :

أن تكون من القراءات القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تنقل لنا نقلا متواترا ، ولم تبلغنا إلا من طريق آحاد الصحابة ، وآحاد الرواة ، فهذه لها أحكامها وخصائصها التي بينها العلماء في مطولات الكتب ، ومعلوم أنه ليس في ذلك أي طعن على القرآن الكريم ، فأحرف القرآن الكثيرة التي نزل عليها ، وأوجه القراءات التي يقرأ بها لا يلزم أن تنقل إلينا تامة كاملة ، بل يكفي أن تنقل الأمة إحدى هذه الأوجه – وهو ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم في مصحف عثمان الإمام – لتحقيق الوعد بالحفظ الذي تكفل الله به للقرآن الكريم ، وإلا فمن المعلوم أن كثيرا من الأحرف لم تنقل إلينا ، بل أمر عثمان رضي الله عنه بحرق كل ما خالف المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة ، وما ذلك إلا لأن حفظ القرآن الكريم يتحقق ببقاء أحد هذه الأحرف التي نزل عليها ، وهو ما تم بالفعل .

الثاني :

أن تكون من القراءات التفسيرية التي وردت عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فقد كان بعض الصحابة يدخل الكلمة والكلمتين بين آيات القرآن الكريم في مصحفه وقراءته لغرض التفسير والتوضيح ، وليس لدعوى النقل والإسناد ، وهذا ما يسميه العلماء بـ ” القراءات التفسيرية للقرآن الكريم ” .

الثالث :

أن تكون من القراءات المنسوخة ، وهي قراءات كثيرة ، ولكن هذا الصحابي المعين لم يعلم بوقوع النسخ لهذه القراءة ، فاستمر على تلاوتها ونقلها في مصحفه الخاص ، ولكن المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لا يشتمل على شيء من القراءات المنسوخة .

ينظر : ” المقدمات الأساسية في علوم القرآن ” ، عبد الله الجديع (ص/162-168) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android