تنزيل
0 / 0

حلف كاذبا ليتخلص من غرامة مخالفة المرور

السؤال: 142750

أوقفني شرطي لأني خالفت قانون السير وأراد تحرير مخالفة في حقي قدرها 400 درهم .
عندما طالبني بالمبلغ قلت له : (والله ما أحمل معي هذا المبلغ) لكي يسامحني ولكني في حقيقة الأمر كان معي أكثر من هذا المبلغ .
ولقد سامحني ولكني بعد ذلك أحسست بتأنيب الضمير وأريد التكفير عن ذنبي ، فماذا أفعل؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحلف بالله كاذبا محرم ، وهو اليمين الغموس عند بعض العلماء ، وهو كبيرة من كبائر الذنوب ؛ لما روى البخاري (6675) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْكَبَائِرُ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ) .

فالواجب أن تتوب إلى الله تعالى وتسأله العفو والمغفرة ، وتعزم على عدم الحلف كاذباً مرة أخرى .

وهذه اليمين الكاذبة لا كفارة فيها عند كثير من أهل العلم ؛ لأنها أعظم من أن تكفّر .
قال الإمام مالك رحمه الله في اليمين الغموس : ” الْغَمُوسُ : الْحَلِفُ عَلَى تَعَمُّدِ الْكَذِبِ . . . وَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُكَفِّرَهُ الْكَفَّارَةُ ” انتهى باختصار من “التاج والإكليل” (4/406) ، ونحوه في “المدونة” (1/577) .

وقال ابن قدامة رحمه الله : “(ومن حلف على شيء , وهو يعلم أنه كاذب , فلا كفارة عليه ; لأن الذي أتى به أعظم من أن تكون فيه الكفارة) هذا ظاهر المذهب , نقله الجماعة عن أحمد ، وهو قول أكثر أهل العلم , منهم ابن مسعود , وسعيد بن المسيب , والحسن , ومالك , والأوزاعي , والثوري , والليث , وأبو عبيد , وأبو ثور , وأصحاب الحديث , وأصحاب الرأي من أهل الكوفة ، وهذه اليمين تسمى يمين الغموس ; لأنها تغمس صاحبها في الإثم . قال ابن مسعود : كنا نعدّ من اليمين التي لا كفارة لها , اليمين الغموس . وعن سعيد بن المسيب , قال : هي من الكبائر , وهي أعظم من أن تكفر”  انتهى من “المغني” (9/392) .

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (69872) .

والله أعلم .

 

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android