لم يصح حديث في أن من لم يقض الصلاة في الدنيا قضاها على بلاط جهنم
السؤال: 143827
هل هناك حديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى أن من فاتته صلاة في الدنيا يقضيها على بلاط جهنم في الآخرة ، وإذا وُجد فما هو نصه ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
من
ترك صلاة واحدة متعمدا حتى خرج وقتها : فقد أتى بابا من أعظم أبواب الكبائر وأشنعها
، توعد الله عز وجل عليه بالعذاب الشديد ، فقال سبحانه : ( فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا ) مريم/59.
وأما الحديث المشهور على ألسنة العوام ، وهو أن من ترك صلاة واحدة متعمدا في الدنيا
ولم يقضها قضاها على بلاط جهنم ، فهو مما لا أصل له في كتب السنة والأثر ، ولم نقف
على من ينقله من أهل العلم أصحاب المؤلفات المعتمدة ، وإنما يتناقله الناس على أنه
حديث ، وهو في الحقيقة ليس بحديث ، بل ولا أثر عن صحابي ولا عن تابعي .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :
”
ما يتناقله العوام والصبيان من أن من عليه فائتة يقضيها على بلاط جهنم غير صحيح ؛
لقوله تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ
يَسْتَطِيعُونَ ) القلم/42، إلى قوله: ( وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ) القلم/43 . انتهى من ” مجلة المنار ” (7/138) .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال الآتي :
رجل
بلغ من العمر خمسةً وخمسين عاماً ، ولم يكن يصلي ولا يصوم ، فسأل هذا شخصاً ،
فأجابه قائلاً : عليك بقضاء ما فاتك من صلاة وصيام ، وإن لم تقض ما فاتك سوف تصلي
على بلاط جهنم ، هل ما قيل صحيح ، وبم ترشدون هذا الرجل ؟
فأجاب :
”
الواجب عليه أن يتوب إلى الله ، وليس ما قيل له صحيح ، من تاب تاب الله عليه ، فليس
عليه قضاء ، عليه أن يتوب إلى الله مما ترك من الصلاة والصيام ، ويكفي ذلك ، التوبة
تجب ما قبلها ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له
)، والله يقول سبحانه : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31، فالكافر إذا تاب ليس عليه قضاء
، ما عليه إلا الاستقبال ، أن يستقبل أمره بالعمل الصالح بتقوى الله ، وطاعة الله ،
وأداء حقه ، وترك محارمه ،أما إذا كان المسلم ترك الصيام ، أو ترك الزكاة : يقضي ،
لأنه مسلم ، أما إذا ترك الصلاة فهو كافر ، تركُ الصلاة كفرٌ أكبر ، والكافر عليه
أن يتوب توبة جديدة ، ولا يقضي ما فاته ، ليس عليه قضاء ما مضى من زكوات في حال
كفره ، أو صلوات في حال كفره ، أو صيام في حال كفره ، لا يقضي لأن كفره أعظم ، فإذا
تاب إلى الله فإنه يستقبل الزمن ، يستقبل بالعمل الصالح ، والتوبة تجب ما قبلها ؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر الذين أسلموا أن يقضوا ، والصحابة لم يأمروا
المرتدين أن يقضوا ، لما ارتد جماعة من الناس في عهد الصديق ، قاتلهم الصديق
وقاتلهم الصحابة ، ولم يؤمروا بالقضاء ” انتهى.
”
فتاوى نور على الدرب ” ( شريط 843 ) ، نقلا عن موقع الشيخ رحمه الله على هذا
الرابط:
http://www.binbaz.org.sa/mat/14329
وقد
سبق الكلام على عدم وجوب القضاء على من ترك الصلاة متعمدا ، وذلك في جواب السؤال
رقم :
(111783)
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة