هل عبارة : ( صوموا تصحوا ) حديث صحيح ، وهل صححه بعض العلماء وضعفه البعض.
درجة حديث صوموا تصحوا
السؤال: 144126
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث مروي من طرق ضعيفة لا تثبت ، وهذا تفصيلها :
الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه .
روي عنه من طريق : محمد بن سليمان بن أبي داود ، أخبرنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا ، ولفظه :
( اغْزُوا تَغْنَمُوا، وَصُومُوا تَصِحُّوا، وَسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا )
رواه العقيلي في ” الضعفاء الكبير ” (2/92) ، والطبراني في ” المعجم الأوسط ” (8/174)، ورواه في جزء أحاديث أبي عروبة الحراني (رقم/45).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير بن محمد . انتهى .
وفي رواة هذا الإسناد بعض النقد :
1- محمد بن سليمان بن أبي داود المعروف بـ ” بومة “: قال النسائي : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث . كما في ” تهذيب التهذيب ” (9/200) روى له النسائي فقط.
2- زهير بن محمد ، أبو المنذر الخراساني ، توفي سنة (162هـ) اختلف فيه النقاد على قولين :
القول الأول : التوثيق :
قال الإمام أحمد : ثقة . وقال يحيى بن معين : صالح لا بأس به . وضعفه في رواية معاوية بن صالح عنه . وقال يعقوب بن شيبة : صدوق صالح الحديث . وقال موسى بن هارون : أرجو أنه صدوق .
القول الثاني : التضعيف :
قال النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : ليس به بأس ، وعند عمرو بن أبي سلمة عنه مناكير .وقال الحاكم أبو أحمد : في حديثه بعض المناكير . وذكره ابن حبان في ” الثقات ” ، وقال : يخطئ ويخالف . وذكره أبو زرعة في أسامي الضعفاء .
القول الثالث ، وهو الأظهر في حاله : التفصيل ؛ فإذا روى عنه أهل الشام وجدت النكارة في حديثه ، سواء منه أو من الرواة عنه ، وإذا روى عنه أهل العراق فأحاديثه صحيحة .
قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله – وذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد – قال : يروون عنه أحاديث مناكير هؤلاء ، ثم قال لي : ترى هذا زهير بن محمد الذي يروون عنه أصحابنا . ثم قال : أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة ; عبد الرحمن بن مهدى، وأبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح ، وأما أحاديث أبى حفص ذاك التنيسى عنه فتلك بواطيل موضوعة ، أو نحو هذا ، فأما بواطيل فقد قاله .
قال البخارى : ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير ، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح . وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وفي حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ، فما حدث من حفظه ففيه أغاليط ، وما حدث من كتبه فهو صالح.
وقال أبو أحمد بن عدى : لعل أهل الشام أخطأوا عليه ، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيمة ، وأرجو أنه لا بأس به .
وقال العجلي : لا بأس به ، وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني .
انظر ” تهذيب التهذيب ” (3/350) .
وهذا التفصيل في حاله هو الذي اعتمده الحافظ ابن حجر في حاله . قال رحمه الله .
” رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها . قال البخاري ، عن أحمد : كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر . وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه ” انتهى.
“تقريب التهذيب” (1/316) .
واعتمد الشيخ الألباني في إعلال الحديث على ذلك . قال رحمه الله :
“وهو ضعيف في رواية الشاميين عنه وهذه منها .
قال الحافظ العراقي في ” تخريج الإحياء ” (3 / 75) رواه الطبراني في ” الأوسط ” وأبو نعيم في ” الطب النبوي ” من حديث أبي هريرة بسند ضعيف .
قلت : ولا ينافيه قول المنذري في ” الترغيب ” ( 2 / 60 ) والهيثمي في ” المجمع ” ( 3 / 179 ) بعد أن نسباه للطبراني : ورجاله ثقات ، لأنه لا ينفي أن يكون في السند مع ثقة رجاله علة تقتضي ضعفه ، كما لا يخفى على العارف بقواعد هذا العلم ، وقد كشفنا عن علته ” انتهى .
“السلسلة الضعيفة” (رقم/253) ، وينظر أيضا : ” السلسلة الضعيفة ” (رقم/5188) .
وقال العقيلي عنه :
” لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين ” انتهى.
وضعفه العراقي في ” تخريج إحياء علوم الدين ” (3/87) .
وذكره الصغاني في ” الموضوعات ” (ص/50) وتابعه عليه كثير ممن جمع في الأحاديث الموضوعات .
الحديث الثاني : عن ابن عباس رضي الله عنهما .
رواه ابن عدي في ” الكامل في الضعفاء ” (7/57) قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد بن علي القرشي ، ثنا محمد بن رجاء السندي ، ثنا محمد بن معاوية النيسابوري ، ثنا نهشل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ الحديث السابق .
وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب نهشل بن سعيد المتهم بالكذب ، كما في ” تهذيب التهذيب ” (10/479)
الحديث الثالث : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
أخرجه ابن عدي في ” الكامل ” (2/357) من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صوموا تصحوا ) .
وهذا إسناد تالف أيضا لأن حسين بن عبد الله بن ضميرة كذبه مالك ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث كذاب . وقال أحمد : لا يساوي شيئا . انظر : ” لسان الميزان ” (2/289) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب