0 / 0

الكلام على حديث: (ثَلاثٌ لازِمَاتٌ لأُمَّتِي : الطِّيَرَةُ ، وَالْحَسَدُ ، وَسُوءُ الظَّنِّ)

السؤال: 144788

الرجاء البيان حول هذا الحديث : (ثلاثة لا يسلم منها المرء الحسد والظن والطيرة) .
وفيما وصلنا الخبر أنه موجود في سنن الترمذي فهل هو موجود فيها ؟ وإن وجد فأين يمكن أن يكون؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

ليس هذا الحديث في جامع الترمذي ، ولا رواه أحد من أهل السنن ، ولكن له أصل في كتب الحديث :

قال ابن أبي عاصم رحمه الله في “الآحاد والمثاني” (1962) حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (ثَلاثٌ لازِمَاتٌ لأُمَّتِي : الطِّيَرَةُ ، وَالْحَسَدُ ، وَسُوءُ الظَّنِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : فَمَا يُذْهِبُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّنْ كُنَّ فِيهِ ؟ قَالَ : إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفِرْ ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلاَ تَحَقِّقْ ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَأَمْضِهِ) .

وهكذا رواه الطبراني في “الكبير” (3227) والمحاملي في “الأمالي” (343) وأبو الشيخ في “التوبيخ” (145) من طريق إسماعيل بن قيس به .

وهذا إسناد ضعيف جداً ، قال البخاري والدارقطني وأبو حاتم الرازي عن إسماعيل بن قيس : منكر الحديث . وقال ابن عدي : عامة ما يرويه منكر .

“لسان الميزان” (1 / 429)

وله شاهد رواه البغوي في “شرح السنة” (6 / 335) من طريق مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ : فذكره .

قال البغوي : مرسل .

ورواه البيهقي في “الشعب” (1173) من طريق يحيى بن السكن ثنا شعبة عن محمد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به .

وهذا الإسناد لايصح ، فيحيى بن السكن ضعفه أبو حاتم ، وقال الذهبي : ليس بالقوي .

“ميزان الاعتدال” (7 / 183) .

ومحمد هو ابن إسحاق ، وهو مدلس ، فلا يقبل منه الحديث إلا إذا صرح بالسماع ، وهذا مفقود هنا ، لأنه قال : عن الأعرج .

ورواه البيهقي في “الشعب” (1174) من طريق يحيى بن اليمان ثنا شعبة عن محمد بن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة به مرفوعا . فأسنده .

وهذا الإسناد خطأ ، والصواب عن علقمة مرسلاً ، ويحيى بن يمان ضعيف .

انظر : “ميزان الاعتدال” (7/230) .

وله شاهد يرويه معمر في “جامعه” ومن طريقه عبد الرزاق في “المصنف (19504) والبيهقي في “الشعب” (1172) عن إسماعيل بن أمية مرفوعا ، وهذا معضل .

وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في “الضعيفة” (4019) .

فتبين بهذا أن الحديث ضعيف لا يصح .

وتفسير الحديث – على فرض ثبوته – :

أن هذه الثلاثة كثيرا ما تقع في النفس دون قصد ، فلا يضر المسلم مجرد وقوعها في نفسه ، ما لم يسترسل معها ، ويعمل بها .

قال المناوي رحمه الله :

” لأن الحسد واقع في النفس كأنها مجبولة عليه ، فلذلك عذرت فيه ، فإذا استرسلت فيه بمقالها وفعالها كانت باغية .

ومخرجه من الطيرة – وهي التشاؤم – أن لا يرجع عن مقصده ، بل يعزم ويتوكل على ربه.

ومخرجه من الظن أن لا يحقق ، فلا يعمل بمقتضاه ، بل يتوقف عن القطع والعمل به .

ومخرجه من الحسد أن لا يبغي على المحسود ” انتهى بتصرف .

“فيض القدير” (3 / 402) (4 / 595) .

وعن الحسن البصري قال : ” ما من آدمي إلا وفيه الحسد ، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء ” .

“فتح الباري” (10 / 482).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android