0 / 0

المسئولية في البيت المسلم واقعة على كل مكلف فيه ، ولكن كل بحسبه .

السؤال: 144972

أبي يسكن منزل آخر,وأنا ووالدتي وإخوتي في منزل آخر,وأنا أكبر إخوتي سناً,وفي منزلنا دش , فهل أنا المسؤول عن ذلك ,وهل أعتبر راعيا لهذا البيت,علما بأن والدتي هي من قامت بإدخاله للمنزل,وهي أغلب من تصرف على هذا المنزل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إدخال ( الدش ) في بيوت المسلمين من الشر والبلاء الذي ابتلي به كثير من الناس ، والواجب محاربة ذلك بكل ممكن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة الحكيمة الراشدة والتغيير باليد عند الاستطاعة . راجع إجابة السؤال رقم : (90024) .

والعناية بالبيت المسلم من أكبر مهام أفراده : كبارا وصغارا ، ذكورا وإناثا ، والمسئولية الشرعية واقعة على كل منهم : فعلى من علم أن يعمل بما علم ، وعلى من علم أن يعلّم من لم يعلم ، وعلى من رأى المنكر أن يغيره باليد إن استطاع ، وإلا فباللسان ، وإلا فبالقلب – كما هو معروف – .

ولا يجوز أن يقول الابن مثلا : لست الراعي فلست المسئول ؛ فإن المسئولية في البيت المسلم مسئولية تكاملية ، لا ترتفع عن واحد من أهله حيث رأى المنكر أو علمه ، وقدر على تغييره أو إنكاره ، وكلٌ مسئول بحسبه .

نعم .. الأب هو المسئول الأول ، ولكن ذلك لا يعفي الابن من المسئولية ، وخاصة في غياب الأب ، وخاصة إذا كان هو الأكبر في إخوته .

والأم ، وإن كان لها تمام البر والإحسان ، فإنها – أولا وآخرا امرأة ، والمرأة ضعيفة وناقصة عقل ودين ، وقد لا يكون لديها من العلم والمعرفة الشرعية ما تعرف به كثيرا من المحرمات ، وقد تعجز عن تغيير المنكر إذا أرادته بعد العلم به .

روى البخاري (893) – واللفظ له – ومسلم (1829) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) قَالَ : وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ : ( وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) .

قال النووي رحمه الله :

” قَالَ الْعُلَمَاء : الرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صَلَاح مَا قَامَ عَلَيْهِ , وَمَا هُوَ تَحْت نَظَره , فَفِيهِ أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تَحْت نَظَره شَيْء فَهُوَ مُطَالَب بِالْعَدْلِ فِيهِ , وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ فِي دِينه وَدُنْيَاهُ وَمُتَعَلِّقَاته ” انتهى .

وقوله في الحديث : ( وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) دليل على أن الابن مسئول أيضا عن رعية أبيه .

قال الحافظ رحمه الله :

” لَا يَلْزَم مِنْ الِاتِّصَاف بِكَوْنِهِ رَاعِيًا أَنْ لَا يَكُون مَرْعِيًّا بِاعْتِبَارٍ آخَر . وَجَاءَ فِي حَدِيث أَنَس مِثْل حَدِيث اِبْن عُمَر فَزَادَ فِي آخِره ” فَأَعِدُّوا لِلْمَسْأَلَةِ جَوَابًا , قَالُوا : وَمَا جَوَابهَا ؟ قَالَ : أَعْمَال الْبِرّ ” أَخْرَجَهُ اِبْن عَدِيّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ” الْأَوْسَط ” وَسَنَده حَسَن , وَلِابْنِ عَدِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَنَس ” إِنَّ اللَّه سَائِل كُلّ رَاعٍ عَمَّا اِسْتَرْعَاهُ حَفِظَ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ ” وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمُكَلَّف يُؤَاخَذ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْر مَنْ هُوَ فِي حُكْمه ” انتهى .

– ثم هب أنك غير مسئول ، أفترضى لأبيك وأمك وإخوتك الوقوع في المعصية ، والتمادي فيها ، والإصرار عليها ؟

أترضى لأبيك أو أمك – حيث كانا المسئولين عن البيت – أن يحملا الإثم كله ؟

ومن المعلوم أن الابن الأكبر له في بعض البيوت والأسرة منزلة تضارع منزلة الوالد، خاصة في غياب أبيه .

وهنا تقع عليه مسئولية التعليم والتأديب والقوامة على البيت .

فإن لم تكن لك هذه المنزلة فانظر في الوسيلة المناسبة بحسب الحالة التي تراها ، فإما أن تقنع الأم بخطأ ذلك، وخطره على البيت؛ وإما أن تقنع الأب بأن يتولى هو ذلك، إذا لم تستجب لك أمك .

ولا تيأس من دعوة أهل بيتك وإرشادهم ، وتعليمهم وتوجيهم ، والدعاء لهم بالهدى والصلاح.

والله أعلم .

راجع إجابة السؤال رقم : (39357) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android