0 / 0

حكم جعل أصوات العصافير والرياح والموسيقى خلفية لتلاوة القرآن

السؤال: 145931

نرجو التفصيل في المسائل التالية ، جزاكم الله عنا خير الجزاء :
1 – ما حكم دمج صوت التلبية مثلاً (لبيك اللهم لبيك) مع تلاوة القرآن الكريم وهل هذا جائز؟
2 – ما حكم دمج المؤثرات الصوتية الطبيعية كأصوات الرياح والرعد وأصوات الطبيعة كأصوات العصافير مع تسجيلات تلاوة القرآن الكريم؟
3 – أرجو منكم الرد على ما يقوم به البعض هداهم الله من أهل التصوف من دمج الموسيقى مع تسجيلات القرآن الكريم؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

الذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن دمج صوت التلبية أو صوت الرياح والرعد والعصافير مع تلاوة القرآن الكريم ، أقل أحواله الكراهة ؛ لأن القرآن كلام الله ، فشأنه عظيم ، وأمره كبير ، وهو أجلّ من أن يجعل معه غيره ، وقد أمر الله بالإنصات إليه ، وتدبر آياته ، فقال تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف/204 ، وقال سبحانه : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ص/29 ، وقال عز وجل : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد/24 .

قال النووي رحمه الله في “التبيان في آداب حملة القرآن” (92) :
“ومما يُعْتنى به ويتأكد الأمر به : احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن ذلك : اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة ، إلا كلاما يضطر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى : (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما : (أنه كان إذا قُرئ القرآنُ لا يتكلم حتى يُفرَغَ منه)” انتهى .

وهذه الأصوات والمؤثرات إن كان المقصود بها زيادة التحسين والتطريب ، فهذا ليس من المقاصد المعتبرة ، وكم أشغل هذا التحسين عن التدبر والتأمل والاتعاظ .

وإن كان المقصود هو جعل خلفية ” تصويرية ” تعين على التدبر – بزعمهم – فهذا مع منافاته لما ينبغي من تعظيم القرآن والإنصات إليه ، فيه إشكال آخر من جهة أن بعضهم يصوّر الأمور الغيبية التي لا يمكن تصوّرها فضلا عن تصويرها صوتيا أو مرئيا ، وذلك كجعل بعضهم صوت العصافير عند ذكر الجنة ، ومعلوم أن الجنة فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فصوت طيور الجنة في الجنة غيبٌ لا نعلم صفته ولا مقدار حسنه وجماله ، ولا يمكن تمثيله بأصواتها في الدنيا ، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه : “ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء” رواه الضياء في المختارة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5410)  ، وأورده في السلسلة الصحيحة (5/187) بلفظ : “ليس في الجنة شيء يشبه (ما) في الدنيا إلا الأسماء” .

وبالجملة : فالقرآن ينبغي أن ينزه عن هذه الأصوات المصاحبة لأن شأنه أعظم من ذلك .

ثانيا :

يحرم استعمال الموسيقى وسماعها لأدلة سبق بيانها في جواب السؤال رقم : (5000) .

وأما جعلها مع القرآن فهذا منكر عظيم شنيع ، لا يستريب أحد في تحريمه ومنعه ، ولا نظن أن يقدم عليه رجل يخاف الله تعالى ، إذ كيف يُجعل كلام الله كالغناء الذي تصحبه الآلات ، وكيف يتلى أشرف الكلام على مزامير الشيطان ، نسأل الله العافية .

وفي “الفتاوى الهندية” (2/267) : “إذا قرأ القرآن على ضرب الدف والقصب فقد كفر” انتهى.

قال أبو بكر الحصني الشافعي في كتابه “كفاية الأخيار” (ص 494) : “وأما الكفر بالفعل فكالسجود للصنم والشمس والقمر ، وإلقاء المصحف في القاذورات ، والسحر الذي فيه عبادة الشمس ، وكذا الذبح للأصنام والسخرية باسم من أسماء الله تعالى أو بأمره أو وعيده أو قراءة القرآن على ضرب الدف” انتهى .

وسبب ذلك ـ والله أعلم ـ : أن قراءة القرآن الذي هو كلام الله على أصوات الموسيقى إهانة للقرآن ، وإهانة القرآن كفر .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android