0 / 0
9,10813/05/2010

هل يجب عليها السكن مع والدتها لخدمتها ؟

السؤال: 146393

أمي مريضة مرضا مزمنا يجعل حركتها بطيئة جدا ، بحيث تحتاج إلى رعاية خاصة ، ولي ثلاثة إخوة ذكور ، أحدهما أعزب مقيم مع أمي ، والاثنان المتزوجان مقيمان بالبيت ، وحاليا مسافران بالخارج ، وزوجة أحدهما مع أمي ، ومعها أولادها الصغار ، والأخرى بأولادها عند أمها في غياب زوجها المسافر .
فهل خدمة أمي واجبةٌ عليَّ ، وأن أترك بيتي وأقيم مع أمي لخدمتها ، علما بأنني صحيا لا أستطيع التوفيق بين متطلبات منزل الزوجية وخدمة أمي ، خاصة وأني موظفة ، أم أصل رحم أمي فقط بما أستطيع لها من خدمة بقدر المستطاع فقط ، وأكون غير مذنبة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

حق الوالدين من الحقوق العظيمة في الإسلام ، قرنه الله عز وجل بحقه في كتابه الكريم ، وما زال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي به وصية خير وكرامة .

ولذلك نص العلماء رحمهم الله على وجوب رعاية الوالدين ، ووجوب خدمتهما في كل حال ، خاصة في حال الضعف والكبر والمرض .

جاء في ” الفتاوى الهندية ” (5/348) (حنفي) :

“إذا كان لرجل أو لامرأة والدان كافران : عليه نفقتهما ، وبرهما ، وخدمتهما ، وزيارتهما ، فإن خاف أن يجلباه إلى الكفر إن زارهما جاز أن لا يزورهما” انتهى .

وقال السفاريني رحمه الله :

“من حقوقهما : خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة” انتهى .

“غذاء الألباب” (1/390) .

وقال النفراوي المالكي رحمه الله :

“وكما يلزم الولدَ الموسر نفقةُ أبويه الفقيرين يلزمه نفقة خادمهما ، وظاهره وإن كانا غير محتاجين إليه ، نعم ، يظهر أنه يلزمه اتخاذ خادم لهما إن احتاجا إليه ، وكذا يلزم الولد نفقة خادم زوجة أبيه” انتهى .

“الفواكه الدواني” (2/69) .

غير أن ذلك لا يوجب على المرأة المتزوجة أن تترك بيتها وزوجها لتعيش مع والدتها المحتاجة إلى خدمتها ، فالزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها .

وقد ذكرت أن أخاك وزوجة أخيك يسكنان مع والدتك فإن كانا يقومان بخدمتها فقد حصل المقصود .

وإن كانت خدمتهما لا تكفي ، فالواجب عليكم استئجار خادمة لتقوم على رعايتها وخدمتها، ولا يلزمك أن تقومي بذلك بنفسك ، لا سيما وقد ذكرت أنك لا تستطيعين ذلك .

وعلى كل حال .. ينبغي أن تسعي بخدمتها بنفسك بقدر الاستطاعة ، فحق الأم عظيم ، وبرها والإحسان إليها من أعظم الواجبات .

وينبغي لزوجك أن يقدر ذلك ويتغاضى عن بعض التقصير الذي سيقع منك في بيتك بسبب رعايتك لأمك ، فمثل هذه الظروف الطارئة ينبغي للجميع أن يشتركوا في تحملها ، محتسبين الأجر والثواب عند الله تعالى .

ولا يدري الإنسان ، فلعله يصل إلى مثل هذه الحال فيحتاج من يقوم على خدمته .

ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android