شاب لم يتزوج بعد واكتشف أن عنده دوالي الخصية فقام بعمل تحليل للسائل المنوي فكانت النتيجة سيئة ، عدد الحيوانات المنوية في المليمتر 2 مليون والحركة ضعيفة جدا جداً ، ثم قام بعمل عملية الدوالي وبعد 3 أشهر قام بعمل تحليل آخر فوجد أن النتيجة تحسنت كثيرا ولكن لازال يحتاج إلى علاج حيث إن التحسن يكون من 3 إلى 12 شهر .
وصار عدد الحيوانات في المليمتر 14 مليون ، والحركة زادت إلى 10% تقريبا .
وبناء على تصريحات الأطباء العلمية فإنه لابد أن يكون العدد 20 مليون على الأقل والحركة 50%على الأقل ولكن الطبيب المعالج متفائل من النتيجة الأخيرة ولكن سيستمر في العلاج لمدة 3 أشهر أخرى .
وهو الآن يريد أن يخطب فهل يصارح الزوجة أم لا ؟ علما بأن الأمل في التحسن موجود بإذن الله .
يريد أن يتزوج والحيوانات المنوية قليلة فهل يلزمه الإخبار بذلك؟
السؤال: 147115
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نقص الحيوانات المنوية وضعف حركتها إلى الحد المذكور يعتبر عيبا يلزم بيانه ولا يجوز كتمانه ؛ لما يترتب عليه من عدم الإنجاب ، والإنجاب من أهم مقاصد الزواج ، فللزوجة حق في الولد كما للزوج حق في ذلك أيضاً .
ولو تزوج الرجل وقد عَلِمَ بهذا الضعف ، فلم يولد له ، لأوجب ذلك نفور الزوجة منه واعتباره غاشا لها .
ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه لمن تزوج امرأة وهو لا يولد له : “أخبرها أنك عقيم وخيِّرْها” انتهى . نقلا عن “زاد المعاد” (5/183) .
وجاء في “مسائل الإمام أحمد بن حنبل” رواية أبي يعقوب الكوسج (رقم/1282) : ” قلت : الرجل يتزوج المرأة وهو عقيم لا يولد له ؟
قال أحمد : أعجَبُ إليَّ إذا عرف ذا من نفسه أن يبيِّنَ ، عسى امرأته تريد الولد .
قال إسحاق : كما قال ؛ لأنه لا يسعه أن يغرها” انتهى ونقله ابن قدامة في “المغني” (6/653).
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم اعتبار العقم عيبا موجبا للفسخ ، خلافا لجمهور أهل العلم .
انظر : “الموسوعة الفقهية” (30/268) .
وينظر جواب السؤال رقم (85101) ورقم (112455) .
وعليه فيلزم هذا الشاب إخبار المخطوبة فإن قبلت فهذا لها .
وإن كان يرجو تحسن حالته وزوال علته في وقت قريب كما ذكرت ، فليؤخر الخطبة إلى هذا الوقت .
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة