0 / 0

أبي يشاهد الأشياء المحرمة ؟!

السؤال: 147268

اكتشفت مؤخرا أن أبي بدأ يطلب مني الكمبيوتر ، فبدأ يتعلق به ، وكان يقرأ الأشياء المفيدة ، وفي اليومين الأخيرين بدأ يطلبه مني ليلا ، ويبقى عليه فاكتشفت من المحفوظات أنه كان يبحث عن الأشياء المحرمة ، والأفلام الجنسية ، ولم يحصل شيئا ، علما بأنني ابنه الأصغر ، وعلما بأن حالتنا الاجتماعية سيئة جدا جداً . ولكن أبي هو الأب المثالي ، فإنه لم يقصر معنا بشيء ، حتى ولو كان ظروفه ما تسمح ، ويحبنا ، ويهتم بنا وبأمي ، ويحاول قدر ما يقدر أن يوفر وسائل الراحة لنا ؛ وأنا في حيرة من مري ، كأنه ما هو أبوي ، كأنه شخص آخر ؟!

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اعلم ـ أولا ـ أيها الابن الكريم ، أنك ينبغي أن تتحرك وتجاهد بدافع من حبك لأبيك ، وحرصك عليه ، وخوفك عليه من النار ، وغضب الجبار!!

ثم اعلم ـ ثانيا ـ أنه لا أحد منا معصوم من نزغات الشيطان ، واستدراجه له بمعصية ما ، يرى ضعفه في جانبها ، فيحاول أن يستزله بها .

ثم اعلم ـ ثالثا ـ أنه : ( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) ، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف إذا كان هذا المسلم أباك ؟!!

وبناء على ذلك ، فالواجب عليك أن تجتهد في سد هذا الطريق أمام والدك ، فتظهر حاجتك للجهاز ، لا سيما في الأوقات التي تخشى من مطالعته فيها لذلك ، أو تعطله بعض هذه الأوقات ، ولا بأس أن تعرض عليه بعض الآثار السيئة للجري وراء سراب هذه المواقع الإبليسية ، ولو بصورة غير مباشرة ، وما حل بهؤلاء المنحلين ، ودعاة الرذيلة ، من خزي الدنيا وفضائحها ، ولعذاب الآخرة أشد وأخزى .

غير أن ها هنا أمرا مهما ، يجب عليك تجاه أبيكم ، وهو أن تشاركوه همومه ، فربما كانت همومه ، وديونه ، ومسؤولياته ، هي الدافع له إلى أن يهرب من التفكير فيها إلى هذه التصرفات التي تستغربها أنت ، فحاول أنت وأمك وإخوتك أن تشاركوا أباكم همومه ، وأن تخففوا عنه أعباءه ، قدر استطاعتكم ، والعبء الأكبر في ذلك سوف يقع على والدتك الكريمة ، فهي موضع سره ، وستره ومستراحه ، فلتحاول أن تخرجه من ذلك ، وأن تحيا معه حياة زوجية طبيعية ، بعيدة عن الهموم والديون ، وليكن لكل شيء وقته وقدره ، ولتغنه بنفسها عن المطالعة في تلك المواقع ، والجري وراء السراب .

حاول ـ أخي العزيز ـ أن تدل أباك على ما يشغل به وقته ، من العلم النافع ، والعمل الصالح ، وأهده ما تستطيع من دروس العلم ، لا سيما تلك التي تواسي المحزون والمهموم ، ثم نوعا آخر من الدروس ، حول العفة ، وغض البصر ، والتحذير من مطالعة المحرمات ، من الصور ونحوها .

وإذا كنت ترى فيه ، كما هو ظاهر لنا ، ضعفا من الهموم والديون ، فدله على الصلاة ، لعل الله أن يشرح صدره ، ويهدي قلبه ، ويريحه مما هو فيه ، وقد روى أبو داود في سننه (1124) ـ وصححه الألباني ـ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى ) .

حزبه : أي : أهمه ، وشغل باله .

وفي سنن أبي داود أيضا (4333) ـ وصححه الألباني ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يَقُولُ : ( يَا بِلَالُ أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا ) .

وعلمه كلمات النبي صلى الله عليه وسلم التي كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ ، وَيَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ : (  لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) ، كما رواه البخاري (5870) ومسلم (4909) .

نسأل الله أن يوفق والدك لما يحبه الله ويرضاه ، وأن يصرف عنه سبل الغواية ، ويحفظه من خطوات الشيطان .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android