0 / 0

حكم قراءة الموظف للكتب الدينية في أوقات فراغه في العمل

السؤال: 147317

أنا موظف في شركة من القطاع الأهلي ، ودوامنا من الساعة السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا ، يتخللها ساعة غداء ، لا أقول إنني من المخلصين تماما في العمل ، ولكني أتحرى أن يكون راتبي حلالا تماما ، لدرجة أنني أنجز أي عمل يوكل إلي فورا وبأعلى درجة إتقان ، حتى إن جميع من رأسني يثني علي تمام الثناء ، وهذا مقياس فقط ، ولكني لا أتطلع لمدحهم ، بل هدفي تحليل راتبي ، وأصبح يلقى علي جزء من أعمال الغير من المتقاعسين ، وأنجزها أيضا ، لدرجة أنها أصبحت جزءا من مهماتي ، وأصبحت توكل لي مهمات ثلاثة موظفين بسبب تقاعسهم ، وأراهم جالسين لا يعملون ، بينما أحمل عمل ثلاثة موظفين ، ومع ذلك أنجزها أولا بأول ، ويتبقى لي من الوقت الكثير .
هل يجوز لي خلال الوقت المتبقي مطالعة بعض الكتب الدينية استغلالا للوقت المتبقي ، علما أن نظام الشركة يسمح بصرف الوقت في التطوير الذاتي ، ولكن أعتقد في أمور العمل ، والتي من ضمنها تعلم اللغة الإنجليزية .
وما أفعله الآن هو أنني أصرف هذا الوقت في تعلم الإنجليزية ، لأنني أستخدمها في الدعوة ، ومنها أحافظ على عقد العمل . أم إنه يجوز لي مطالعة غيرها من الكتب الدينية ، إذا كانت حالتي كما ذكرت . مع العلم أن من معي في القسم ، بمن فيهم الرؤساء ، يصرفون الوقت في مشاهدة المباريات والحديث الجانبي ، وأحيانا النوم !!

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الواجب على الموظف أن يتقي الله تعالى وأن يؤدي أعماله التي كلف بها بمقتضى وظيفته واستحق عليها راتبا ، لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) المائدة/1، وقوله : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء/58 ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال/27، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) النساء/29

وقد أحسنت فيما تقوم به من الأداء والإنجاز ، ونسأل الله أن يزيدك توفيقا وإحسانا .

وإذا أتممت ما كلفت به من عمل ، فلا حرج أن تقرأ القرآن أو الكتب الدينية في وقت فراغك.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن ، أو قراءة شيء مفيد ، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا ، فهل عليه شيء من ذلك ؟

فأجاب : ” ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه ، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله ، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز ، وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر ” انتهى نقلا عن “فتاوى الحقوق” جمع خالد الجريسي ص 59 .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ” أنا موظف وفي العمل أقرأ القرآن الكريم في أوقات الفراغ , ولكن المسئول ينهاني عن ذلك بقوله : إن هذا الوقت للعمل وليس لقراءة القرآن . فما حكم ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب : إذا لم يكن لديك عمل فلا حرج في قراءة القرآن , وهكذا التسبيح والتهليل والذكر , وهو خير من السكوت , أما إذا كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملك فلا يجوز لك ذلك ؛ لأن الوقت مخصص للعمل , فلا يجوز لك أن تشغله بما يعوقك عن العمل ” انتهى من “فتاوى الشيخ ابن باز” (8/ 361).

على أن ذلك وإن كان جائزا ، فالأفضل لك أن تجعل أكثر ما تهتم به في وقت فراغك أثناء الدوام : في تعلم اللغة الإنجليزية ، ما دامت معرفتك بها تسمح لك باستخدامها في الدعوة ، فبهذا تحصل مصلحة التعلم النافع لما يفيدك في الدعوة ، وما يفيدك في عملك أيضا .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android