أنا طبيب بدأت أقضي فترة إيفاد إلزامية من حكومتي وتعرضت اليوم لموضوع مصافحة النساء باليد واليوم حاولت الامتناع عن المصافحة مع امرأة هي المسؤولة عن تسيير أموري الإدارية وهددتني بشكل غير مباشر بإيقاف الأوراق وقالت : إنه في حال تكرر هذا الموضوع مع المريضات وكان هناك شكوى قد يتم إيقاف عقد العمل . ما هو الحل؟
طبيب تصر مديرته على أن يصافح النساء
السؤال: 148181
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؛ لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045) .
ولأن مس يد المرأة والقبض عليها من أسباب الفتنة وثوران الشهوة . ولهذا أفتى أهل العلم بتحريم مصافحتها ولو مع حائل كالقفازين .
وينظر جواب السؤال رقم (43104) ورقم (2459) ، وإن كانت المصافحة من غير حائل أشد إثماً وتحريماً .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يوجد بعض العادات من بعض الناس يصافح النساء ولسن محارم له ، وتأتي المرأة وتضع جلبابها وبخناقها وتصافح الرجل ، وعندما ينكر عليه بعض الناس يقول : أنا ما صافحتها ، هي وضعت ثوبها أو جلبابها وأنا ما صافحتها ، ما الحكم؟
فأجاب : “الحكم أنه لا يجوز للرجل أن يصافح من ليست محرماً له ، لا مباشرةً ولا من وراء حائل ؛ لأن المصافحة من وراء حائل يقبض الإنسان على اليد ويجسها ، فلا يجوز له أن يصافحها سواء بحائل أو بغير حائل” انتهى من “لقاء الباب المفتوح” (9/31) .
وظاهر سؤالك أنك تعمل في مكان مختلط ، والاختلاط في العمل محرم لما يلزم منه من ارتكاب المحظور غالبا ، كالنظر أو اللمس أو الخلوة أو تعلق القلب وفتنته .
وما ذكرته من تسلط هذه المديرة وإصرارها على المصافحة ، يقال مثله في النظر والخلوة ، فإنها قد ترفض صرف نظرك عنها أو عن المريضة عند مخاطبتها ، أو امتناعك عن البقاء معها في غرفة واحدة ، وهذا ما يدلك على قبح العمل المختلط واستلزامه لكثير من المحظورات .
فالنصيحة لك أن تبحث عن عمل بعيد عن الاختلاط ، فإن تعذر ذلك ، فيجب الفرار من كل محظور ، كالمصافحة والنظر ، ولو أدى ذلك إلى ترك العمل والانتقال إلى مكان آخر . ومعلوم أن النظر إلى الأجنبية محرم ، وإنما عفى الشرع عن نظرة الفجأة التي لا يقصدها الإنسان .
قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/30، 31 .
وروى مسلم (2159) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي .
نسأل الله لنا ولك العون والتوفيق والسداد .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة