تنزيل
0 / 0

حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه )

السؤال: 149109

ما صحة حديث : ( اذكروا الفاجر بما فيه ) ؟ وجزاكم الله خيرا .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
هذا الحديث يُروى عن الصحابي الجليل معاوية بن حيدة رضي الله عنه ، أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ( أَتَرعُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ ! اذْكُرُوهُ بِمَا
فِيهِ كَي يَعْرِفَهُ النَّاسُ وَيَحْذَرَهُ النَّاسُ ).
رواه ابن أبي الدنيا في ” الغيبة ” (رقم/84)، والعقيلي في ” الضعفاء ” (1/202)،
وابن حبان في ” المجروحين ” (1/220)، والطبراني في ” المعجم الكبير ” (19/418) ،
وابن عديّ في ” الكامل ” (2/173)، والبيهقي في ” السنن الكبرى ” (10/210) وغيرهم
كثير :
جميعهم من طريق أبي الضحاك الجارود بن يزيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ،
به .
وهذا إسناد ضعيف جداً بسبب الجارود بن يزيد :
جاء في ترجمته في ” ميزان الاعتدال ” (2/108) :
” كذبه أبو أسامة ، وضعفه علي ، وقال يحيى : ليس بشيء . وقال أبو داود : غير ثقة .
وقال النسائي والدارقطني : متروك . وقال أبو حاتم : كذاب ” انتهى.

وقد تواردت نصوص أهل العلم
على التصريح بضعف هذا الحديث :
قال الإمام أحمد رحمه الله :
” هذا حديث منكر ” انتهى.
نقله في ” الكامل ” لابن عدي (2/173)
وقال العقيلي رحمه الله :
” ليس له من حديث بهز أصل ، ولا من حديث غيره ، ولا يتابع عليه ” انتهى.
” الضعفاء الكبير ” (1/202)
وقال ابن حبان رحمه الله :
” والخبر في أصله باطل ، وهذه الطرق كلها بواطيل لا أصل لها ” انتهى.
” المجروحين ” (1/221)
وقال الإمام البيهقي رحمه الله :
” فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابورى ، وأنكره عليه أهل العلم بالحديث .
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة
يقول : كان أبو بكر الجارودى إذا مر بقبر جده يقول : يا أبت ! لو لم تحدث بحديث بهز
بن حكيم لزرتك ” انتهى.
” السنن الكبرى ” (10/210)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” ليس هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه مأثور عن الحسن البصري أنه قال
: أترغبون عن ذكر الفاجر ، اذكروه بما فيه يحذره الناس ” انتهى.
” مجموع الفتاوى ” (28/219)
وقال السخاوي رحمه الله :
” لا يصح ” انتهى.
” المقاصد الحسنة ” (ص/563)
وقال الألباني رحمه الله :
” موضوع ” انتهى.
” السلسلة الضعيفة ” (رقم/583)

ثانياً :
أما قول أبي إسماعيل الهروي رحمه الله :
” هذا حديث حسن من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده ،
وقد توبع جارود بن يزيد عليه ، وزعم بعض الناس أن حديث بهز تفرد به وقد وهم ”
انتهى.
” ذم الكلام وأهله ” (4/204-206)
فهو كلام غير مقبول ؛ لأن المتابعات المذكورة للجارود إنما هي سرقات للحديث ، وطرق
منكرة مكذوبة ، والضعيف لا يتقوى بمثل ذلك ، وهذا من الشروط المهمة في أبواب تقوية
الحديث الضعيف ، وقد بين العلماء أسماء الذين سرقوا الحديث ، وأكدوا أن مثل هذه
المتابعات لا تقوي الحديث .
قال ابن حبان رحمه الله :
” وأما حديث بهز بن حكيم فما رواه عن بهز بن حكيم إلا الجارود هذا .
وقد رواه سليمان بن عيسى السجزي عن الثوري عن بهز ، قدم نيسابور فقيل له : إن
الجارود يروي هذا الحديث عن بهز ؟ فقال : حدثنا سفيان الثوري عن بهز ، فصار حديثه ،
وسليمان بن عيسى يؤلف في الروايات .
واتصل هذا الخبر بعمرو بن الأزهر الحراني وكان مطلق اللسان فرواه عن بهز بن حكيم .
ورواه العلاء بن بشر لما اتصل عن ابن عيينة عن بهز ، وقلب متنه .
ورواه شيخ من أهل الأبلة يقال له نوح بن محمد ، رأيته وكان غير حافظ للسانه ، عن
أبي الأشعث ، عن معتمر عن بهز ” انتهى.
” المجروحين ” (1/220-221)
وقال الدارقطني رحمه الله :
” هذا حديث الجارود عن بهز وضعه عليه ، وسرقه منه عمرو بن الأزهر ، فحدث به عن بهز
، وعمرو كذاب .
وسرقه منه سليمان بن عيسى وكان دجالا فرواه عن الثوري عن بهز .
وسرقه شيخ يعرف بالعلاء بن بشر فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز ، وابن عيينة لم
يسمع من بهز شيئا ، وغيَّر لفظه فقال : ليس للفاسق غيبة ” انتهى.
نقله ابن الجوزي في ” العلل المتناهية ” (2/295)
وقال الإمام البيهقي رحمه الله :
” وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، ولم يصح فيه شيء ” انتهى.

” السنن الكبرى ” (10/210)
وقال أيضا رحمه الله :
” هذا حديث يُعد في أفراد الجارود بن يزيد ، عن بهز ، وقد روي عن غيره وليس بشيء ،
وهو إن صح فإنما أراد به فاجراً معلنا بفجوره ، أو فاجراً يأتي بشهادة ، أو يعتمد
عليه في أمانة فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه ، وبالله التوفيق ”
انتهى.
” شعب الإيمان ” (12/166)
وقال ابن عدي رحمه الله :
” وقد سرق من الجارود ضعفاء مثل عمرو بن الأزهر وغيره ” انتهى.
” الكامل ” (3/289)
وقال أيضاً :
” وهذا يعرف بالجارود بن يزيد ، وقد رواه عمرو بن الأزهر وغيره عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده ، وروي عن الثوري من رواية ضعيف عنه ، وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف
” انتهى.
” الكامل ” (5/134)
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله :
” روي أيضا عن سفيان الثوري ، والنضر بن شميل ، ويزيد بن أبي حكيم ، عن بهز ، ولا
يثبت عن واحد منهم ذلك ، والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث ” انتهى.
” تاريخ بغداد ” (7/262)

ثالثاً:
وأما ذكر الفاسق ، بما فيه فإنما يباح حيث كان متعالناً بفسقه ، مجاهرا به ، لا
يبالي بما يظهر منه للناس ، فمثل هذا يحذر من حاله ، وينهى عن منكره ، ولو كان بذكر
ما هو فيه من الفسق والفجور ، فهو الذي أسقط حرمة نفسه ؛ لكن على ألا يحمل عليه غير
ما يفعل ، أو يفضح بأمر استسرّ هو به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” – ليس – للمعلن بالبدع والفجور غيبة ، كما روي ذلك عن الحسن البصري وغيره ؛ لأنه
لما أعلن ذلك استحق عقوبة المسلمين له ، وأدنى ذلك أن يذم عليه لينزجر ويكف الناس
عنه وعن مخالطته ، ولو لم يذم ويذكر بما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة لاغتر به
الناس ، وربما حمل بعضهم على أن يرتكب ما هو عليه ، ويزداد أيضاً هو جرأة وفجوراً
ومعاصي ، فإذا ذكر بما فيه انكف وانكف غيره عن ذلك وعن صحبته ومخالطته .
قال الحسن البصري : ( أترغبون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره الناس ) وقد
روي مرفوعاً .
و ” الفجور ” اسم جامع لكل متجاهر بمعصية أو كلام قبيح يدل السامع له على فجور قلب
قائله ، ولهذا كان مستحقاً للهجر إذا أعلن بدعة أو معصية أو فجوراً أو تهتكاً أو
مخالطة لمن هذا حاله بحيث لا يبالي بطعن الناس عليه ” انتهى باختصار.
” مجموع الفتاوى ” (15/285-286)
وينظر جواب السؤال رقم (138629)
.
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android