تنزيل
0 / 0

هل ما حصل بينها وبين زميلها من الكلام يعتبر زواجا ؟

السؤال: 151524

أنا طالبة ابلغ من العمر 21 عاما ادرس في جامعة مختلطة حيث الجامعات في بلدنا هي جامعات وكليات مختلطة ، قبل سنتين تقريبا وهو أول عام لي في الجامعة حدث معي موقف ومر كباقي المواقف ، ولكني تذكرته حين سمعت حديث : ( ثلاثة جدهن جد وهزلهن هزل النكاح والطلاق والعتق ) ، حيث كنت أنا وصديقة لي وثلاثة من زملائنا الأولاد في المترو ، أعلم أن الاختلاط حرام وأن الكلام والحديث بين الجنسين لا يجوز ، ولكن هذا ماحدث معي ، وما أذكره أنا فتحنا موضوع الزواج من ضمن الكلام ، فقالت صديقتي لأحد الزملاء : ما رأيك بفلانة ، تقصدني أنا ، تقصد الزواج مني ، فقلت : أنا موافقة على سبيل الكلام والمزاح ، فسألته صديقتي مرة أخرى : ما رأيك ؟ فظل زميلنا صامتا ينظر إلينا بكسوف ، فسألته أنا : ما رأيك ؟ لا أتذكر ما قاله أو رد علي ؟! وكان يقف بعيدا عنا بقليل رجل يلبس العباءة مثل لبس رجال الدين في بلدنا ، فقربت من صديقتي وقلت لها وأشرت على هذا الرجل : وهذا الماذون بصوت منخفض ، لا أظن أنه سمعنا ، كل هذا كان على سبيل المزاح . وسألت زميلي هذا : ما رأيك ، للمرة الثانية ، فقلت له : إني موافقة ، ولكن لم اقصد الزواج منه بنية هذا الكلام ، كله على سبيل الكلام والمزاح . في الحقيقة لا أتذكر مارد به زميلي ، أنا أتذكر أنه كان صامتا طول كلامي أنا وصديقتي وينظر لنا وللناس بكسوف ، لكن لا أتذكر رده النهائي ، وكذلك لا أذكر أنني قلت له صيغة الزواج : زوجتك نفسي ، كل ما قلته : إنني موافقة ، ولم يرد علي بصيغة القبول : قبلت !! ولم أفكر أني أتزوج من غير أهلي ، هل هذا يعتبر عقد زواج أم إنه مجرد كلام ، أم ماذا ؟؟ أنا أعاني من كثير من القلق والخوف والاضطراب والتفكير ، وأعاني من وسواس يكاد يدمر حياتي ، وعندما أقرأ أن الإمام أبا حنيفة أجاز الزواج من غير ولي يكاد يجن جنوني ، إذ إن بلدي مصر تسير على المذهب الحنفي ، دماغي شلت عن التفكير ، ولا اعرف ماذا أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

ما حصل بينك وبين زميلك ، وقولك له : موافقة ، ولزومه هو الصمت ، لا يعتبر زواجا ، لأن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بوليّ ) رواه أبو داود (2085) وصححه الألباني في إرواء الغليل (1839) .
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها ) قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام : رجاله ثقات .
وصححه أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/285) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1848) .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709
 

فتزويج المرأة لنفسها باطل ، على فرض وجود الإيجاب منها والقبول من الرجل ، فكيف والحال أن زميلك هذا لم يقل شيئا ؟!

والحنفية وإن جوزوا النكاح بلا ولي ، إلا أنهم لا يعتبرون ما ذكرت نكاحا ؛ لعدم حصول الإيجاب والقبول ، وقولهم بجواز النكاح بلا ولي قول ضعيف مرجوح تردّه الأحاديث السابقة.

ثانيا :

ينبغي أن تعرضي عن هذه الوسوسة ، وألا تلتفتي إليها ، وأن تكثري من ذكر الله تعالى ، وقراءة كتابه ، والإقبال على طاعته ، فهذا من أنفع الأدوية للتخلص من الوساوس التي هي من كيد الشيطان لابن آدم ، ليدخل عليه الحزن والهم .

فكلما جاءك الشعور بأن ما حصل كان زواجا ، فأعرضي عنه ، وانشغلي بأمر آخر ، وأيقني أن ما حصل لا يعد زواجا ، وأنه لا صلة ألبتة بينك وبين ذلك الرجل ، وأنه أجنبي عنك كسائر الأجانب ، وأن هذا الشعور نوع من الوسواس الذي ينبغي التخلص منه وعدم الاسترسال فيه .

ثالثا :

ما حصل مع زميلك الآخر وقوله لك : تتزوجيني ؟ وإجابتك له بلا ، لا يعد شيئا ، وإنما يدل على قلة الحياء ، وذهاب المروءة ، وذلك من آثار الاختلاط المحرم ، فمن يصدّق أن هؤلاء طلاب أتوا الجامعة للدراسة ؟!  نسأل الله السلامة والعافية .

والنصيحة لك أن تتجنبي الاختلاط بالرجال ، وأن تحذري عاقبته ومغبّته ، وأن تعلمي أنه مشتمل على جملة من الآثام ، لتضمنه النظر والسماع والكلام والتمني .

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك ، وأن يذهب عنك ما تجدين ، وأن يرزقك الزوج الصالح المستقيم .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android