0 / 0

يأمر زوجته بالحجاب ولو كانت في البيت وحدها

السؤال: 152986

إنني أريد أن أعرف رأيكم في أمر ما – جزاكم الله خيراً وجعل مثواكم الجنة – : زوجي رجل تقيٌّ جدّاً ، وأنا أحاول أن أقوي التزامي بالإسلام ، وأحاول أن أغطي نفسي بشكل مناسب ، وقد اتفقنا أن النقاب فرض خارج البيت ، يرى زوجي أن هذا أعلى درجات الإيمان أن أرتدي الحجاب في البيت ! فهو يرى أن هذا يزيد من البركة في البيت ! وهو يقترح ( ولم يجبرني على شيء والحمد لله ) أنني يجب أن أرتدي الحجاب حتى في عزلتي ، حتى في حال عدم وجود محارم أو زوار في البيت ، وليس لي أن أخلعه إلاَّ وقت النوم أو عند الاستحمام . ليست لدي أي دوافع لرفض هذا الأمر إذا كان الإسلام يأمر بذلك ولكنني أرى أنني في البيت يجب أن أكون جذابة وأن أبدو جميلة ، والحجاب يمنعني من ذلك ، ومن خلال دراساتي وجدت أنه لا وجود لدليل يقول بارتداء المرأة للحجاب في البيت ، يقول زوجي : إنني لن أجد دليلا على ذلك لأن هذا من الأدب وهناك العديد من الآداب غير المذكورة في القرآن والسنة ، وقد اعتبرت أن هذا ربما يكون عادة ثقافية وإنني سعيدة أن أفعل هذا لإرضائه ولكنني حريصة أيضا أن ألتزم بالإسلام ، هل يمكن أن توضحوا إذا ما كان الحجاب في البيت يزيد البركة ؟ وهل إذا رفضت أكون آثمة ؟ كما أنه من المهم أن أرضي زوجي لوجه الله ولكنني في حيرة من أمري .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا نعلم من أحكام الشرع ولا من آدابه ما يأمر المرأة بلبس الحجاب حتى ولو كانت بمفردها في البيت أو مع زوجها .
وزوجك وإن كانت تشكر له غيرته ، إلا أن ما يطلبه يدخل في التشدد الذي يخالف الشرع والفطرة ، فقد جعل الله تعالى النفوس السوية تألف الزينة والجمال ، وقد أباح الله تعالى من ذلك الشيء الكثير ، ومنه تزين المرأة لزوجها وتجملها له ، وهذا مما يجعل القلب يستأنس بالزوجة والنفس تميل إليها ، وهو ما يسبب العشرة الحسنة بينهما .
قال المناوي رحمه الله :
" أما التطيب والتزين للزوج : فمطلوب محبوب ، قال بعض الكبراء : تزيُّن المرأة وتطيُّبُها لزوجها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما ، وعدم الكراهة والنفرة ؛ لأن العين رائد القلب ، فإذا استحسنتْ منظراً : أوصلته إلى القلب ، فحصلت المحبة ، وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زي أو لباس : تُلقيه إلى القلب ، فتحصل الكراهة والنفرة ، ولهذا كان مِن وصايا نساء العرب لبعضهن : إياكِ أن تقع عينُ زوجكِ على شيء لا يستملحه ، أو يشم منك ما يستقبحه " انتهى من "فيض القدير" (3 /190) .

وحجاب المرأة في بيتها ومع زوجها ، يمنعها من كثير من الزينة والتجمل .
ويقال للزوج : إن الشريعة تستحسن أن تتزين المرأة لزوجها وتتجمل له ، وقد نشأت المرأة بفطرتها على حب التزين والتجمل ، كما قال تعالى : ( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) الزخرف/ 18 .
فلا تضيق ما وسَّعه الله ، فليس حجاب المرأة في بيت زوجها مما يدل على مراتب الإيمان العليا ، ولا هو من أسباب البركة في البيت ، ولا من الآداب التي تحث عليها الشريعة .
وعلامة الإيمان : الاستقامة على شرع الله ، والبركة تُجلب باتباع أوامر الشرع والابتعاد عن الشبهات .
فاستمتع بما أباحه الله لك ولها ، واطلب منها التزين والتجمل ، وسترى أن الخير والبركة هو في هذا إن شاء الله تعالى .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : ( 126454 ) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android