تنزيل
0 / 0

حكم حديث القرآن هدى من الضلال

السؤال: 153213

ما صحة هذا الحديث الموجود ببعض المنتديات : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( القرآن هدى من الضلال ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ليس لهذا الحديث أصل في كتب السنة والآثار ، ولم نقف عليه لا مسنداً ولا معلقاً في
شيء من كتب أهل العلم .
وإنما شاع وانتشر في كتب الرافضة المليئة بالأكاذيب والترهات ، حيث يرويه الكليني
في ” الكافي ” (2/600-601) فيقول :
” أبو علي الأشعري ، عن بعض أصحابه ، عن الخشاب رفعه ، قال : قال أبو عبد الله عليه
السلام : ( لَا وَاللَّهِ لَا يَرْجِعُ الْأَمْرُ وَالْخِلَافَةُ إِلَى آلِ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ أَبَداً ، وَلَا إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ أَبَداً ، وَلَا فِي وُلْدِ
طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ أَبَداً ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ نَبَذُوا الْقُرْآنَ ،
وَأَبْطَلُوا السُّنَنَ ، وَعَطَّلُوا الْأَحْكَامَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وآله : الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالِ ، وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى ،
وَاسْتِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَةِ ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَضِيَاءٌ مِنَ
الْأَحْدَاثِ ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ ،
وَبَيَانٌ مِنَ الْفِتَنِ ، وَبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ ، وَفِيهِ
كَمَالُ دِينِكُمْ ، وَمَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ الْقُرْآنِ إِلَّا إِلَى النَّارِ )
وهذا الأثر – كما ترى – ضعيف الإسناد جدا ، بل مكذوب مخترع ، بسبب جهالة أصحاب أبي
علي الأشعري ، وعدم التثبت من الاتصال في إسناده ، وبسبب إرساله .
ولذلك لا يقبل مثل هذا الإسناد ، بل إن بعض الرافضة ردوا هذه الرواية وحكموا عليها
بالضعف ، مثل المجلسي في ” مرآة العقول ” (12/481) ، والبهبودي في ” صحيح كتاب
الكافي “.
وأما أبو علي الأشعري فهو : ” أحمد بن إدريس الفاضل ، أبو علي القمي الأشعري ، من
كبار مصنفي الرافضة ، مات سنة ست وثلاث مائة ، وذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ
الري ، ونسبه فقال : أحمد بن إدريس بن زكريا بن طهمان ، كان من قدماء الشيعة ، روى
عنه جماعة من شيوخ الشيعة ، منهم علي بن الحسين بن موسى ، ومحمد بن الحسن بن الوليد
، وقدم الري مجتازاً إلى مكة ، فمات بين مكة والكوفة ” انتهى من ” لسان الميزان ”
(1/136).
ولم يكتف الرافضة بنشر واعتماد مثل هذه الروايات المكذوبة ، بل ذهبوا يؤولون ما جاء
فيها بالتأويلات الباطنية المذمومة .
وفي كتب الرافضة من الكذب على أبي عبد الله – وهو جعفر الصادق (ت 148هـ) – الشيء
الكثير ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” لم يكذب على أحد ما كذب على
جعفر الصادق مع براءته ” انتهى من ” منهاج السنة ” (4/143) ، حتى قال جعفر الصادق –
كما تروي كتب الشيعة -: “.. إن الناس أولعوا بالكذب علينا..” انتهى. انظر: ” بحار
الأنوار ” (2/246)، وكانت مصيبة جعفر أن اكتنفه – كما تقول كتب الشيعة – قوم جهال
يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون : حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها
منكرات كذب موضوعة على جعفر ، ليستأكلوا الناس بذلك ، ويأخذوا منهم الدراهم..”
انتهى. ينظر “رجال الكشي” (ص 208-209).

ومع ذلك كله نقول :
إن وصف القرآن الكريم بالنور ، والهدى ، والضياء ، والبيان وغير ذلك من الأوصاف
الجليلة كلها ثابتة في الكتاب الكريم نفسه .
يقول تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
) الإسراء/9.
ويقول سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الإسراء/82.
وقال عز وجل : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل/89.
وقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ) النساء/174.
والآيات في هذا الباب كثيرة .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android