تنزيل
0 / 0
18367424/11/2010

صفات أهل الجنة

السؤال: 153285

كنت أحاول إيجاد بعض الأدلة على الآتي من صفات أهل الجنة : سيكون طول المؤمن مثل طول سيدنا آدم عليه السلام : ” ستون ذراعا “، ” تسعون قدما ” الجمال : سيكون مثل جمال سيدنا يوسف عليه السلام. والسن مثل سن سيدنا عيسى عليه السلام ” بين الثلاثين والثلاثة والثلاثين “. عذوبة الصوت مثل عذوبة صوت سيدنا داود عليه السلام . والعفو والتسامح مثل عفو سيدنا يعقوب عليه السلام . والصبر مثل صبر سيدنا أيوب عليه السلام . والأخلاق والعادات مثل أخلاق وعادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . هل يمكن من فضلكم إلقاء الضوء على صحة هذه الصفات ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ورد في صفات أهل الجنة الخَلْقية مجموعةٌ من الأحاديث ، نقف من خلالها على بعض تفاصيل عالم الغيب الذي نرجو أن يكرمنا الله عز وجل بمشاهدته والتنعم به .
أولا : طولهم ستون ذراعا في السماء .
دليله حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ . فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ . فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ )
رواه البخاري (رقم/6227)، ومسلم (رقم/2834)، والذراع مقياس تقديره بالمقاييس المعاصرة (64 سم) كما جاء في ” المعجم الوسيط ” (1/311)
ثانيا : أجسامهم جرداء من الشعر .
ثالثا : أعمارهم ما بين الثلاثين والثلاث وثلاثين سنة .
دليله حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا ، مُرْدًا ، مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءَ ثَلاَثِينَ أَوْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً )
رواه الترمذي (حديث رقم/2545) وقال حسن غريب . ورواه الإمام أحمد في ” المسند ” (13/315) من حديث أبي هريرة وصحابة آخرين .
والحديث صححه أبو حاتم في “العلل” (3/272)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” (6/1224)، وحسنه محققو المسند طبعة مؤسسة الرسالة ، والهيثمي في “مجمع الزوائد” (10/402).
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( جُرْدا ) جمع أجرد ، وهو الذي خلا جسمه من الشعر . كما في “القاموس” (ص/347).
وكذلك الأمرد هو الشاب الذي طر شاربه ـ أي: نبت ـ ولم تنبت لحيته . ” القاموس ” (ص/407)
يقول المباركفوري رحمه الله :
” ( أو ) للشك من الراوي ، وقد وقع في حديث أبي هريرة عند أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي : ( أبناء ثلاث وثلاثين ) بالجزم ، وكذا في حديث المقدام عند البيهقي بإسناد حسن على ما في الترغيب ” انتهى.
” تحفة الأحوذي ” (7/254)
رابعا : جمالهم كجمال يوسف عليه السلام .
خامسا : قلوبهم كقلب أيوب عليه السلام .
ورد في هاتين الصفتين حديثان اثنان :
الحديث الأول : يرويه ابن أبي الدنيا في “صفة الجنة” (رقم/210) فيقول :
حدثنا القاسم بن هاشم ، ثنا صفوان بن صالح ، قال : حدثني رواد بن الجراح العسقلاني ، ثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على طول آدم عليه السلام ، ستون ذراعا بذراع الملك ، على حسن يوسف ، على ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة ، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، جرد مرد مكحلون )
وهذا إسناد ضعيف ، فقد اختلف في سماع هارون بن رئاب – الثقة العابد – من أنس بن مالك رضي الله عنه . “جامع التحصيل” (ص/292)
ورواد بن الجراح الشامي : ضعفه كثير من أهل العلم ، وأخذوا عليه وجود المناكير والتفردات والمخالفات في حديثه ، قال البخاري : كان قد اختلط ، لا يكاد يقوم حديثه ، ليس له كبير حديث قائم . وقال أبو حاتم : تغير حفظه في آخر عمره ، وكان محله الصدق . وقال النسائي : ليس بالقوي ، روى غير حديث منكر ، وكان قد اختلط . وقال أبو أحمد ابن عدى : عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه ، وكان شيخا صالحا ، وفى حديث الصالحين بعض النكرة ، إلا أنه يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في كتاب ” الثقات ” وقال : يخطىء ويخالف . وقال الدارقطني : متروك . انظر: “تهذيب التهذيب” (3/289)
الحديث الثاني :
عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي خَلْقِ آدَمَ ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ ، وَحُسْنِ يُوسُفَ مُرْدًا مُكَحَّلِينَ .
قُلْنَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ ؟
قَالَ : يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ غِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَقَرِيضَةُ النابِ مِنْ أَسْنَانِهِ مِثْلُ أُحُدٍ )
ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة :
1- من طريق يزيد بن سنان أبي فروة الرهاوي ، قال حدثني أبو يحيى الكلاعي ، عن المقدام به .
رواه الفسوي في ” المعرفة والتاريخ ” (2/95)، وابن قانع في ” معجم الصحابة ” (3/106)، والطبراني في ” المعجم الكبير ” (20/280)، والبيهقي في ” البعث والنشور ” (رقم/410)، والديلمي في ” مسند الفردوس ” (8785)، وابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (60/184،193)، وعزاه ابن حجر في “المطالب العالية” (رقم/4750) لأبي يعلى الموصلي .
وهذا إسناد ضعيف بسبب يزيد بن سنان ، قال أحمد وابن المديني والنسائي : ضعيف . وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه غير محفوظة . وانظر: “تهذيب التهذيب” (11/336)
قال الهيثمي في “مجمع الزوائد” (10/334) :
” رواه الطبراني ، وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ، وهو ضعيف ، وفيه توثيق لين ” انتهى.
2- الطريق الثاني عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ، ثنا عمرو بن الحارث ، عن عبد الله بن سالم ، عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي ، ثنا سليم بن عامر ، أن المقدام بن معدي كرب : حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ما من أحد يموت سقطا ولا هرما – وإنما الناس فيما بين ذلك – إلا بعث ابن ثلاثين سنة ، فمن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم ، وصورة يوسف ، وقلب أيوب ، ومن كان من أهل النار عظموا وفخموا كالجبال )
رواه الطبراني في ” المعجم الكبير ” (20/280)، والبيهقي في ” البعث والنشور ” (رقم/411)
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” السند ليس بصحيح ، وذلك لأمرين :
الأول : أن عمرو بن الحارث الحمصي لم تثبت عدالته . قال الذهبي : روى عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط ، وله عنه نسخة ، تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم ، زبريق ، ومولاة له اسمها علوة ، فهو غير معروف العدالة ، وزبريق ضعيف . وقال الحافظ : مقبول . يعني عند المتابعة ، وقد توبع عليه كما يأتي .
والآخر : أن إسحاق بن إبراهيم مختلف فيه ، وقد رأيت آنفا جزم الذهبي بأنه ضعيف ، ومثله قول الحافظ وفيه بيان السبب : صدوق يهم كثيرا ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب ” انتهى.
“السلسلة الصحيحة” (6/47)
وقال ابن كثير رحمه الله عن الطريق الأول والثاني :
” فيهما ضعف ” انتهى.
“النهاية” (ص/273)
3- الطريق الثالث رواه أبو نعيم في ” صفة الجنة ” (رقم/268) قال : حدثنا أبو محمد بن ماسي، ثنا أحمد بن أبي عوف ، ثنا عيسى بن مساور ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليم بن عامر ، عن المقدام بن معدي كرب به .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” الإسناد صحيح لولا عنعنة الوليد بن مسلم ” انتهى.
” السلسلة الصحيحة ” (6/45)
فالحاصل أن أفراد أسانيد هذا الحديث ضعيفة ، ولكن لعله أن يتقوى بمجموع طرقه ، ولذلك حسن المنذري الحديث في ” الترغيب والترهيب ” (4/274)، وصححه الشيخ الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” (رقم/2512).

وبهذا يتبين صدق ما ورد في السؤال من صفات أهل الجنة عدا ثلاث صفات :
عذوبة الصوت مثل عذوبة صوت سيدنا داود عليه السلام .
العفو والتسامح مثل عفو سيدنا يعقوب عليه السلام .
الأخلاق والعادات مثل أخلاق وعادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فهذه الصفات لم نقف على أدلة لها .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android