تنزيل
0 / 0
14,55203/11/2010

تسأل عن حكم تعليم الطالبات الشعر والأدب

السؤال: 153441

أعمل معلِّمة صفوف أولية في مدرسة أهلية ، وتبنت هذه المدرسة نظاماً تعليميّاً وأنشطة خارجية كتعليم الطالبات التذوق الأدبي وتأليف القصص وتكثيف الجانب اللغوي ، وعندما تصل الطالبة للصف الثالث يضاف للأنشطة نشاط تأليف الشعر وتتعلم فيه الكتابة ووصف الطبيعة ومواضيع عامة مثل ( فضل الأم ، القدس ، اليتيم ، وهكذا ) .
وأنا أخشى أن أكون علَّمتُ الطالبات مبدأ كتابة الشعر ولا أستطيع أن أتنبأ بما ستكتبه طالباتي في المستقبل إذا كبرن ، وكما قال تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون … ) فأشاركهم الذنب .
أرجوكم دلوني : هل في تعليمهم الشعر وِزر أو ذنب عليَّ ؟ . جزيتم خيراً .
مع ملاحظة أني من أقوم بوضع المنهج ، وهو مرن وغير ثابت ، وبإمكاني إقناع المدْرسة بالتغيير ، ولكنني أرغب في صقل مواهب الطالبات مع تحرجي الشديد من الذنب .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قد كان السابقون من هذه الأمة يرسلون أبناءهم صغاراً إلى البادية لأجل تحصيل فوائد
عديدة ، منها ما يتعلق بالتعود على الخشونة وتعلم مكارم الأخلاق ، ومنها ما يتعلق
بتقويم اللسان ليتعود سماع اللغة العربية من منبعها الأصلي ، فيتعلم الفصاحة وينطق
بالبلاغة .
ليس هناك مانع من استثمار النشاطات المدرسية في تعليم الصغار لغة العرب ، كتابة ،
ونطقاً ، ويدخل فيه تعلم النحو والبلاغة والشعر ، والمهم في ذلك حسن التوجيه من
قبَل المعلِّمين والمعلِّمات .
وقد كان العرب يرسلون أطفالهم إلى البادية وهم صغار لعدة مصالح ، منها : تعلم اللغة
العربية من منبعها الصافي ، وذلك لأن الغالب على أهل البوادي التمسك بلغتهم ، بخلاف
أهل المدن ، فقد يتغير لسانهم نتيجة لمخالطتهم غيرهم من الناس .
وتعلم اللغة العربية هو الطريق لفهم نصوص القرآن والسنَّة وكلام أهل العلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
“الطريق الحسن : اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب
فيظهر شعار الإسلام وأهله ، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب
والسنة وكلام السلف ، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه
.
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدِّين تأثيراً قويّاً بيِّناً ،
ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقل
والدِّين والخُلُق .
وأيضاً : فإن نفس اللغة العربية من الدِّين ، ومعرفتها فرض واجب ؛ فإن فهم الكتاب
والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
، ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية” انتهى .
” اقتضاء الصراط المستقيم ” ( ص 206 ، 207 ) .
وعند تعليم الطلاب الشعر فلتكن المادة هي الشعر الإسلامي ، وهناك مواد وفيرة في هذا
الفن تُكسب المتعلم أخلاقاً وآداباً ، وتعلِّمه الفصاحة والبلاغة ، فيجمع المعلم
والمعلمة بين الأمرين في سياق واحد .
ولا بد من تحذير الطالبات من الشعر الماجن والغزل ونحوه .
وحثهن على تنمية مهاراتهم الشعرية في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ، وحث
الناس على حسن الأخلاق وغير ذلك من المعاني الجليلة .
فالعمل الذي تقومين به عمل صالح نافع إن شاء الله تعالى ، فأخلصي النية لله ، والله
تعالى هو الموفق .
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android