تنزيل
0 / 0
15,97112/10/2010

إذا قال زوجها: انت طالق إن كان قد حدث بينك وبين ذلك الشاب شيء تخفينه عني

السؤال: 155013

أنا فتاة متزوجة وأم لأبناء ، وفي ظروف خلاف مع زوجي ارتكبت جرماً ، وهو أنني واعدت شابا ، وخرجت معه ، وحصل بيننا ما يقع بين الزوج وزوجته ، واكتشف زوجي الأمر ووقف معي وقتها وهون عليّ ، بعد أن كدت أقتل نفسي من الفضيحة ومن سوء ما أقدمت عليه أمام الله أولاً ، ثم أمام زوجي الذي لم يكن يقصر معي في شيء ، وكان ما كان بسبب فتور علاقتنا ، ووسوسة شيطان من شياطين الإنس ، الذي أغراني بمعسول الكلام حتى وقعت معه في الحرام !!
وقد اضطر زوجي لمسامحتي والستر علي ، وخصوصاً أن بيننا أبناء ، فخشي عليهم
من التشتت ومن الفضيحة ، وستر علي ، ولكنه لم يكن يعلم بتفاصيل ما حصل مني مع ذلك الرجل ، بل أقسمت له وقتها أن ما حصل هو فقط ركوبي معه في سيارته ، والخروج بالسيارة ، ثم الرجوع للبيت حين رآنا زوجي ، ولم أعترف له بتفاصيل ما حدث ، رغم إصراره فيما بعد على معرفة تلك التفاصيل ، ولكني كذبت عليه ، وادعيت أنه فقط ركوب معه في السيارة ، ولم يحدث بيننا شيء . ولا أخفيكم ما أشعر به من ندم وحسرة على ما أقدمت عليه .
والآن ، زوجي بعد أن يئس من اعترافي له ، فقد لجأ إلى طريقة يريح بها نفسه ، ويعذبني بها ، فقد قال لي : إن لم تعترفي لي بتفاصيل ما حدث ، فسأقول : أنت طالق إن كان قد حدث بينك وبين ذلك الشاب شيء تخفينه عني ولم تخبريني به ، يعني : طلاق مشروط ، أو معلق كما يقول ؟ فهل فعلاً يقع الطلاق ؟
وهل أعترف له أم أسكت ؟ وهل آثم إن وقع الطلاق ولم أعترف له ؟
أنا قد تبت ، ولكن ضميري يقتلني كل دقيقة !!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بعد قراءة رسالتك المؤلمة ، والوقوف على ما ابتليت به من العمل القبيح المحرم الذي
جرك إليه الحديث مع الرجل الأجنبي عنك ، ثم المواعدة ، فإننا نؤكد على تحريم هذه
المحادثات وما ينشأ عنها من علاقات ، وننصح كل مؤمنة بتقوى الله تعالى ، وحفظ نفسها
، وحفظ زوجها ، والحذر من اتباع خطوات الشيطان ، فإن الأمر يبدأ بالكلمة وينتهي
بالعار والشنار والفضيحة ، نسأل الله العافية .
وإذا تلفظ زوجك بالطلاق وقال : ” أنت طالق إن كان قد حدث بينك وبين ذلك الشاب شيء
تخفينه عني ولم تخبريني به ” : لم يكن أمامك إلا إخباره بتفصيل ما حدث ، فإن لم
تخبريه وقع الطلاق ، وإذا انقضت عدة الطلاق دون أن يراجعك ، صرت حراماً عليه ، لا
تحلين له إلا بعقد جديد ، وهو لن يراجعك إلا إن علم بوقوع الطلاق ، وذلك يقتضي
وقوفه على خيانتك وكتمانك الأمر كله أو بعضه .
فتلفظه بذلك يجعلك بين أمرين لا مفر منهما : إخباره ، أو البقاء معه في الحرام
والإثم بعد انقضاء العدة ؛ لأنه لا يحل لك حينئذ . والإثم في ذلك يقع عليك ، وينبغي
للزوج في مثل هذا الحال أن يفارق الزوجة ؛ لأنه علق طلاقها على أمر لا يدري هل
تصدقه فيه أم لا .
ولا تعجبي من فظاعة هذا المصير الذي وصلت إليه ، فإنه عاقبة الإثم والخيانة .
وليس أمامك إلا اللجوء إلى الله تعالى أن يغفر لك ويتوب عليك ، وأن يصرف زوجك عن
سؤالك والتضييق عليك .
وإن استطعت أن تخبريه ببعض ما حصل بما يقنعه بالسكوت وعدم التلفظ بالطلاق ، فذلك
مخرج لك .
والأصل أن المرأة إذا اقترفت الذنب وتابت وندمت ، فإنه لا يلزمها فضح نفسها
والإخبار بجنايتها ، ولها أن توري ، وأن تكذب إن سئلت ، ولو اقتضى ذلك حلفاً أو
يميناً ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (
83093 ).
لكن إذا وصل الأمر إلى تعليق الطلاق على إخبارها وعدم كتمانها ، لم يكن أمامها إلا
التصريح بجنايتها ، أو أن تقول له : إنها أخفت بعض الأمور ولم تخبر بكل شيء ، وأنها
لن تخبر بها ، فيعلم الزوج وقوع الطلاق ، ويبقى الأمر إليه ، إن شاء أرجعها مع ما
يبقى في نفسه من الشك وعدم العلم بحقيقة ما جرى ، وإن شاء مضى في طلاقه وافترقا ،
دون أن تفضح نفسها .
ونحن نميل إلى النصح بهذا الخيار الثاني ، أن تستر نفسها ، ما دامت قد تابت إلى
الله عز وجل ، لكن بشرط أن تخبره بأن تفاصيل ما حدث ، وتمام الأمر ، سر بينها وبين
الله ، وقد تابت منه ؛ فإن شاء أن يمسكها على ذلك ، وكان عنده من الصبر ما يعينه
عليه : فهذا له ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة . وإن شاء أن يطلقها :
فهذا حقه ، ولا لوم عليه فيه ، لكن الواجب عليه أن يستر أمرها ، ولا يفضحها ، وليس
كل الناس يطلقون لأجل ذلك ، بل لكما أن تذكرا أي سبب لطلاقكما ، أو لا تذكرا شيئاً
، بل كما يطلق أكثر الناس .
ونسأل الله أن يرفع البلاء عنك وعن المسلمين .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android