تنزيل
0 / 0

حكم حديث إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله

السؤال: 155507

ما صحة هذا الحديث :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله ، أما إني لست أقول يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ، ولكن أعمالاً لغير الله ، وشهوة خفية )
رواه ابن ماجه .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث يروى عن الصحابي الجليل شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، أَمَا
إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا وَثَنًا ، وَلَكِنْ
أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً )
رواه ابن ماجه في ” السنن ” (رقم/4205) من طريق الحسن بن ذكوان ، عن عبادة بن نسي ،
عن شداد بن أوس به .
وهذا إسناد ضعيف بسبب الحسن بن ذكوان ، قال أبو حاتم : ضعيف ليس بالقوي . وقال
النسائي : ليس بالقوي . وقال ابن معين : ضعيف . وقال أحمد : أحاديثه أباطيل .
وذكروا عنه الوقوع في التدليس أيضا في إحدى المرات ، فأورده ابن حجر في المرتبة
الثالثة من مراتب المدلسين . وانظر : ” تهذيب التهذيب ” (2/276)
ثم إن في رواة الإسناد قبل الحسن بن ذكوان بعض أسباب الضعف أيضا .
وفيه علة أخرى وهي الشك في اتصال الحديث ، فقد تردد العلماء في سماع عبادة بن نسي
من شداد بن أوس وغيره من الصحابة .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
” في سماعه – يعني عبادة بن نسي – مِن شداد نظر ” انتهى.
” تفسير القرآن العظيم ” (5/207)
ولذلك ضعف أهل العلم هذا الحديث ، كالمنذري في ” الترغيب والترهيب ” (1/55)،
والألباني في ” ضعيف ابن ماجه “.
وأما متابعة عبد الواحد بن زيد للحسن بن ذكوان بلفظ أطول قريب – كما في ” مسند
الإمام أحمد ” (28/346)، و” المعجم الكبير ” للطبراني (7/284)، و”مستدرك الحاكم ”
(4/366) وقال : ” هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ” انتهى. والبيهقي في ” شعب
الإيمان ” (9/154) – فهي متابعة مردودة لا تصلح لتقوية الحديث ، فإن عبد الواحد بن
زيد شديد الضعف متروك الحديث باتفاق ، ولذلك علق الذهبي في ” التلخيص ” على كلام
الحاكم قائلا : ” عبد الواحد بن زيد متروك ” انتهى.

ويغني عن هذا الحديث الأدلة المتواترة في تحريم الرياء
وقصد السمعة وجعل ذلك من الشرك بالله عز وجل ، وقد جمع كثيرا منها الحافظ ابن كثير
رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
الكهف/110.

ومن أقرب ما جاء في الباب للحديث المذكور : ( إِنَّ
أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ . قَالُوا : وَمَا
الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الرِّيَاءُ )
رواه أحمد في “المسند” (5/429) وصححه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة ، وصححه
الألباني في “صحيح الجامع” (1555)
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android