0 / 0

هل كلَّم الله عزَّ وجلَّ نبيَّنا محمَّداً صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال: 156077

ما الدليل على أن الله تعالى كلَّم النبيَّ محمداً صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
أخبر الله تعالى في كتابه الكريم عن طرق الوحي لرسله الكرام عليهم السلام ، وكان منها : التكليم من وراء حجاب ، قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الشورى/ 51 .
وأخبر تعالى أن التكليم من وراء حجاب هو منزلة عالية للنبي المكلَّم ، قال تعالى ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) البقرة/ 253 .
ومن هؤلاء المكلَّمين :
1. آدم عليه السلام .
عن أبي أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : ( نَعَمْ مُكَلَّمٌ ) قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : ( عَشْرَةُ قُرُون ) .
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69 ) وصححه شعيب الأرناؤط محقق الكتاب .
2. موسى عليه السلام .
قال تعالى ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) النساء/ 164 ، وقال عز وجل ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) الأعراف/ 143 ، وقال سبحانه ( يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ) لأعراف/ 144 .
3. محمَّد صلَّى الله عليه وسلم .
وهو ثابت في رحلة المعراج إلى السماء ، وفيها قوله صلى الله عليه وسلم :
( فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قَالَ : أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ ، فَرَجَعْتُ ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ … فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ : سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ .
رواه البخاري ( 3674 ) ومسلم ( 162 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
هذا من أقوى ما استُدل به على أن الله سبحانه وتعالى كلَّم نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بغير واسطة .
" فتح الباري " ( 7 / 216 ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – :
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ) يعني : موسى ومحمَّداً صلى الله عليه وسلم ، وكذلك آدم ، كما ورد به الحديث المروي في " صحيح ابن حبان " عن أبي ذر رضي الله عنه .
( وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السموات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل .
" تفسير ابن كثير " ( 1 / 670 ) .
وحديث أبي ذر الذي أشار إليه ابن كثير رحمه الله هو في " صحيح ابن حبان " ( 2 / 76 ) وقال عنه الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف جدّاً . اهـ
ويغني عنه حديث أبي أمامة رضي الله عنه المتقدم .

ثانياً:
فائدة في اختصاص موسى عليه السلام بتسميته " كليم الله " :
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود – حفظه الله – :
ولعل العلة – والعلم عند الله سبحانه وتعالى – في تسمية موسى " كليم الله " مع أن الله كلَّم محمَّداً وكلَّم آدم : أن الله كلَّمه على الأرض وهو على طبيعته البشرية , بخلاف تكليم الله لآدم فإنه كلمه وهو في السماء , وتكليم الله لمحمَّد فإنه كلمه وقد عرج بروحه وجسده إلى السماء , أما تكليمه لموسى : فهو على الأرض , وهذا فيه خصوصية لموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم .
" تيسير لمعة الاعتقاد " ( ص 152 ) – ترقيم الشاملة – .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android