تنزيل
0 / 0

الدعوة للبرامج الانتخابية في المساجد

السؤال: 159027

فنحن الجالية المسلمة في السويد , وعندنا مسجد كبير والحمد لله , والشهر الماضي كانت هناك انتخابات عامة فى السويد , وقد أقدمت إدارة مسجدنا على استقدام أحد المرشحين السويدين للتحدث فى ساحة المسجد – فى المكان الذى يصلي فيه الإمام – أمام المسلمين بعد ظهر الجمعة فى العشر الأخير من رمضان لمناقشة البرنامج الحزبي الخاص به , وهو كما ذكرت حزب سويدي – أي حزب كافر- فقامت مجموعة من الشباب بالاعتراض على وقوف هذا السويدي أمام الناس وعرض برنامجه عليهم لما فى ذلك من مضرة قد تقع فى افتتان بعض الناس به ، وكذلك لأن المكان لا يصلح لهذه الأمور ، وبالأخص أننا عندنا قاعة مؤتمرات كبيرة خصصت لهذه الأغراض , والسؤال هو: هل يجوز استقدام الكفار فى مساجد المسلمين وعرضهم لبرامجهم الانتخابية على ملأ من المسلمين ؟
أفيدونا بارك الله فيكم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المساجد بيوت الله ، أذن أن تقام ويرفع فيها اسمه ، وأن تنزه عن كل لغو وباطل ، كما قال تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) . سورة النور/36
ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالنهي عن البيع والشراء ، ونشدان الضالة ، ورفع الصوت واللغط فيها ، حفاظا على حرمتها ومكانتها في النفوس .
والمساجد ليست مكانا لعرض البرامج الانتخابية والدعوة إليها ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ ) رواه مسلم (881) .
فالمساجد إنما بنيت لعبادة الله: من صلاة ، وتسبيح ، وتهليل ، وتعليم ، وتذكير بالله ، ومذاكرة في الخير ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ليس لأحد أن يؤذى أهل المسجد : أهل الصلاة ، أو القراءة ، أو الذكر ، أو الدعاء ، ونحو ذلك مما بنيت المساجد له ، فليس لأحد أن يفعل في المسجد ، ولا على بابه ، أو قريبا منه ، ما يشوش على هؤلاء “.انتهى من “مجموع الفتاوى” [22 /205]
وإذا أمرنا أن نقول لمن ينشد فيها ضالة : لا ردها الله عليك ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ ، فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا ) . رواه مسلم في صحيحه (880) .
فكيف يكون الحال بعرض برامج انتخابية ، ومناقشتها ، وما يتبع ذلك من كثرة اللغط ، والقيل والقال ، ورفع الأصوات ، والجدال والشقاق ؟!

وهذا كله فيما لو كان الداعي لذلك مسلماً ، فكيف إذا كان كافراً !! ، ويدعو لشريعة غير شريعتنا ، ومنهج غير منهجنا !! .
وقد سبق في جواب السؤال (9444) بيان أن الأصل جواز دخول الكافر المسجد ، خاصة مع وجود الحاجة والمصلحة.
لكن ذلك مقيد بما إذا لم يوجد ما يقتضي المنع ، كالصورة المسئول عنها .
وإذا قدر أن للمسلمين في هذه البلاد مصلحة في عرض هذا الحزب برنامجه الانتخابي ، أو مناقشتهم له، فالمكان المخصص لذلك ، على ما جاء في السؤال ، هو المناسب لذلك العرض ، ويحقق المصلحة من ذلك ، إذا افترضنا أن هناك مصلحة ، ويمنع المفاسد من عرض مثل ذلك في المسجد .
وللفائدة ينظر جواب السؤال (131334) .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android