0 / 0

صنع سحر عطف لامرأة فتزوجها وأنجبت له فكيف يصنع إذا أراد التوبة ؟

السؤال: 159610

يا شيخ حدثني أحد الأشخاص بأنه عمل حرزاً ( عملاً ) لبنت ، ومن ثم تزوجها ، وأنجبت منه أطفالاً ، الآن الرجل يسأل هل هذا حرام أم حلال ؟ هل حرام أنه عمل حرزاً للبنت لكي تحبه ومن ثم يتزوجها ؟ .
أنتظر الفتوى بارك الله فيك .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
ما فعله ذلك الرجل نوع من أنواع السحر ، ويسمَّى ” سحر العطف ” ، وقد جاءت تسميته في الشرع ” التِّوَلة ” ، وحكم عليه الشرع أنه شرك .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعود رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ) .
رواه أبو داود (3883) ، وابن ماجه (3530) ، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
قال ابن الأثير الجزري – رحمه الله – :
(التِّوَلة) : ما يُحبِّب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره ، وجعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى .
انتهى من ” النهاية في غريب الحديث ” ( 1 / 200 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
والتوَلة : شيءٌ كانت المرأة تجلب به محبة زوجها ، وهو ضرب من السحر ، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله .
انتهى من ” فتح الباري ” ( 10 / 196 ) .
وحكم ذلك الرجل دائرٌ بين وقوعه في الشرك الأكبر أو الأصغر .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
وقوله : ( شِرك ) هل هي شرك أصغر أو أكبر ؟ .
نقول : بحسب ما يريد الإنسان منها ، إن اتخذها معتقداً أن المسبِّب للمحبة هو الله : فهي شرك أصغر ، وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها : فهي شرك أكبر .
انتهى من ” القول المفيد على كتاب التوحيد ” ( 1 / 129 ) .

ثانياً :
أما ما يجب عليه الآن : فأمور :
1. التوبة الصادقة والندم على ما فعل ، مع العزم على عدم العوْد لمثله .
2. أن يُتلف ذلك الحرز بالتقطيع أو التحريق ، ويفضَّل أن يقرأ عليه قبل ذلك : المعوِّذات والفاتحة وآية الكرسي .
3. توصية الزوجة بوقاية نفسها بالأذكار الشرعية ، مع الوصية بعدم إخبارها بما فعل ؛ لئلا تسوء العشرة بينهما .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
ومن العلاج أيضاً : إتلاف الشيء الذي يظن أنه عمل فيه السحر من صوف أو خيوط معقدة أو غير ذلك مما يظن أنه سبب السحر , مع العناية من المسحور بالتعوذات الشرعية ومنها التعوذ ” بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” ثلاث مرات صباحا ومساء وقراءة السور الثلاث المتقدمة – وهي ” الإخلاص ” و ” الفلق ” و ” الناس ” – بعد الصبح والمغرب ثلاث مرات ، وقراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، وعند النوم .
ويستحب أن يقول صباحاً ومساء ” بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” ثلاث مرات ؛ لصحة ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم , مع حسن الظن بالله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأنه هو الذي يشفي المريض إذا شاء.
انتهى من ” فتاوى الشيخ ابن باز ” ( 7 / 80 ، 81 ) .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android