0 / 0

هل تثبت صفة \” الثقل \” لله تعالى ؟

السؤال: 159840

ورد في تفسير سورة الشورى الآية4 : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ …) ، وورد أثر مروي عن بن عباس يفسر الآية الكريمة وينسب صفة الثقل لله تعالى : حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ) قال: يعني من ثقل الرحمن .
وجاء أيضاً في كتاب الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور : أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏[‏تكاد السموات يتفطرن من فوقهن‏]‏ قال‏:‏ من الثقل‏. فهل تثبت صفة الثقل لله تعالى ؟ وما هو نقد سند هذا الأثر ، هل هو صحيح ؟ وجزاكم الله خيرًا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سبق في جواب السؤال رقم : (48964) أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، فلا يسمى الله تعالى ولا يوصف إلا بما جاء في نصوص الوحي : (الكتاب والسنة) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” يُوصَفَ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ لَا يَتَجَاوَزُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ ” انتهى .
“مجموع الفتاوى” (5 / 26) .
أما الأثر المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا يصح عنه ، رواه الحاكم (3653) من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : قوله عز وجل : ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ) قال : ” من الثقل ” .
وهذا إسناد ضعيف ، خصيف ، وهو ابن عبد الرحمن الجزري ضعيف ، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد والنسائي وأبو حاتم وابن خزيمة وغيرهم .
انظر : “التهذيب” (3/124) – “ميزان الاعتدال” (1/654) .
ورواه ابن جرير في تفسيره (21|501) : حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس ، قوله : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ) قال : ” يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى ” .
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء : محمد بن سعد هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي لين الحديث , وأبوه سعد بن محمد متكلم فيه ، وعمه الحسين بن الحسن ضعيف , والحسن بن عطية ضعيف أيضاً ، وكذا أبوه عطية .
انظر : “التهذيب” (2/255) (7/201) (9/103) – “لسان الميزان” (3/18) (2/278) (5174) – “الجرح والتعديل” (3/26) (3/48) (6/383) .
والذي ذهب إليه جماعة من المفسرين في تفسير الآية المذكورة في السؤال أن ذلك خوفاً من الله عز وجل ومن عظمته .
قال ابن جرير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :
” تكاد السموات يتشققن من فوق الأرضين ، من عظمة الرحمن وجلاله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ” انتهى من “تفسير الطبري” (21 /501) .
وقال ابن كثير رحمه الله :
” قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وكعب الأحبار : أي فرقًا ، من العظمة ” انتهى من “تفسير ابن كثير” (7 /190) .
ولما يذكرا ثقل الرب تعالى .
وجاء في السنة ما يدل على أن العرش أثقل المخلوقات ، كما رواه مسلم (2726) عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : (سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) .
قال ابن القيم رحمه الله :
“وقوله : (وزنة عرشه) فيه إثبات للعرش ، وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى ، وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق ؛ إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح ، وهذا يَرُدُّ على من يقول إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف ، وهذا لم يعرف العرش ولا قَدَّرَه حق قدره ” انتهى من
“المنار المنيف” (ص 37) .
فهذا غاية ما ورد .
فنقف عند حدود ما أنزل الله على رسوله ، وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا نتعدى القرآن والحديث .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android