0 / 0

تظاهر في الإنترنت بأنه فتاة وظل على علاقة برجل لمدة سنتين

السؤال: 160794

أنا شاب عمري 19 سنة ، كنت فتحت إيميل باسم بنت وأكلم الناس . وفي يوم حاول أحد الشباب يتعرف بس كنت أرفض ، وفعلا تعرفنا وأرسلت له صورة بنت من الجهاز عندي وصدق ، واستمر الحال على ذلك سنتين ، وهو من بلد عربي آخر ، وطلب إنه يتقدم لي ، علي أساس إني البنت التي في الصورة ، وهو كان معجب بشخصيتي وعرف عني كل شيء ، وأنا أيضاً ، يعني : حفظنا بعض . لما طلب إنه يتقدم لي ، ذكرته له إن أبي لن يوافق لاختلاف الجنسية ولا أريده أن يعرف إني أكلم شباب .
ومرة ثلاث سنوات وتزوج ، وما زال يكلمني حتى الآن ، وأقول له : إن ينساني ، وأنصحه بالصلاة ونصائح أخرى جيدة ، وأقول له لا تفضل أحداً على زوجتك ، حتى لو كنت أنا ، لأنها شريكة حياتك !!
وقد طلب مني إني أتعرف على زوجته ، لأنه واثق إني فتاة ، وأنا أرفض ، بس هو مش قادر ينسى !!
وفي يوم حصلت مشكلة بيننا ، وكان زعلان ، ومن كثرة التفكير حصل له حادث بالسيارة. والله أنا ألوم نفسي ، وأريد أن أكفر عن ذنبي من غير ما يعرف إني ولد ، لأنه ممكن يحصل له شيء ، وهو حديث عهد بالزواج ؟!!

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الواجب أن تتوب إلى الله تعالى مما اقترفته من الكذب والخداع والتشبه بالمرأة ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، فكيف بمن يدعي أنه امرأة ، ويتكلم بلسانها ، ويقيم علاقة محرمة على أنه امرأة ، ولا ندري كيف قبلت هذا لنفسك ورضيت به هذه المدة ، نسأل الله العافية .
ولعله قد بان لك الآن شناعة هذا التصرف وقبحه ، فبادر بالتوبة والندم ، وأكثر من الأعمال الصالحة ، لعل الله أن يتجاوز عنك .
ثانيا :
هذا العمل القبيح يمارسه بعض من لا يتقون الله ، فيشاركون في الإنترنت بأسماء النساء ، فينخدع بهم النساء والرجال على حد سواء ، وقد يطلع المزور بذلك على أسرار بعض النسوة ، ويتبادل معهن الحديث والصور ، وقد نسي أن الله تعالى مطلع عليه ، محصٍ عليه أعماله ، وقد توعد الكاذبين والماكرين والمخادعين ، قال سبحانه : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة/7، 8
وقال عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47
وقال تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف/49
وهذا العمل مع حرمته وقبح أثره ، فيه دناءة وخسة ، لا سيما إذا رضي الرجل لنفسه أن يكون في صورة المرأة المعشوقة المنكوحة ، وهذا قد ينشأ عن شذوذ ومرض ، فليبادر من ابتلي بهذا بإنقاذ نفسه وعلاجها والبحث عن مواطن الخلل فيها .
ثالثا :
يلزمك قطع هذه العلاقة المحرمة ، وتغيير البريد الذي كنت تتعامل به ، وحذف المعرّفات والأسماء التي كنت تشارك بها ، وبهذا تنقطع أخبارك عن الشخص الذي ذكرته ، وعن كل من كان منخدعا بك ويظنك امرأة .
ومع هذا فلو أرسلت إلى صاحبك رسالة قبل إلغاء البريد تخبره فيها بحقيقة أنك رجل ، ليعض أصابع الندم ، ويعرف كم كان مغفلا مخدوعا مقيما للعلاقة المحرمة مع الوهم والخيال ، وفي ذلك عبرة له وعظة قد ينتفع بها في مستقبل حياته ، وقد تخفف عنه آثار التعلق الذي تمكن منه ولم يفارقه حتى بعد زواجه .
عافانا الله وإخواننا المسلمين من كل شر وبلاء وفتنة .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android