0 / 0

حديث لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة

السؤال: 163228

هل هذا حديث صحيح :
عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعلُم آية من كتاب الله والعمل بها خير من مائة ركعة )

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الحديث المقصود في السؤال هو ما يروى عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :
( يَا أَبَا ذَرٍّ ! لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ – عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ – خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ )
قوله ( لأن تغدو ) أي : خروجك من البيت غدوة ، ( فتعلَّم ) بحذف التاء . ( مائة ركعة )
أي : نافلة . ( عُمل به أو لم يُعمل به ) أي : سواء كان علما متعلقا بكيفية العمل كالفقه ، أو لا ، بأن يكون متعلقا بالاعتقاد مثلا ، وليس المراد أن يكون علما لا ينتفع به . انتهى من ” حاشية السندي على ابن ماجه ”

والحديث رواه ابن ماجه في ” السنن ” (219)، وابن شاهين في ” الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن ” (رقم/55)، وابن عبد البر في ” جامع بيان العلم وفضله ” (1/61)، والرافعي في ” التدوين في أخبار قزوين “.
جميعهم من طريق العباس بن عبد الله الواسطي ، حدثنا عبد الله بن غالب العباداني ، عن عبد الله بن زياد البحراني ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره .

وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :
1- عبد الله بن غالب العباداني : ترجمته في ” تهذيب التهذيب ” (5/310) ليس فيها توثيق أو تجريح ، لذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” مستور ” انتهى من ” تقريب التهذيب ” (ص/317)
2- عبد الله بن زياد البحراني : ترجمته في ” تهذيب التهذيب ” (5/222) وليس فيها جرح أو تعديل له ، لذلك قال الحافظ الذهبي رحمه الله : ” لا أدري من هو ” انتهى من ” ميزان الاعتدال ” (4/102)، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” مستور ” انتهى من ” تقريب التهذيب ” (ص/304)
3- علي بن زيد بن جدعان : ضعفه أكثر النقاد كأحمد وابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم . انظر ترجمته في ” تهذيب التهذيب ” (7/283)
لذلك قال العراقي رحمه الله في حكمه على الحديث :
” ليس إسناده بذاك ” انتهى من ” المغني عن حمل الأسفار ” (1/16)
وقال البوصيري رحمه الله :
” هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ، وعبد الله بن زياد ” انتهى من ” مصباح الزجاجة ” (1/30)
وضعف الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في ” ضعيف ابن ماجه “، و ” ضعيف الترغيب والترهيب “.
وقال ابن القيم رحمه الله – في حديث يروى عن معاذ بنحو حديث أبي ذر – :
” لا يثبت رفعه ” انتهى من ” مفتاح دار السعادة ” (1/532)

ثانيا :
ما ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة في فضل طلب العلم وتعلم كتاب الله يغني عن الأحاديث الضعيفة ، وقد سبق في موقعنا التوسع في ذكر هذه الأدلة ، يمكنك مراجعتها تحت الأرقام الآتية : (10471) ، (95897)

ومع ذلك فقد وردت آثار موقوفة عن بعض الصحابة والتابعين والسلف الصالحين رضوان الله عليهم فيها ما يدل على تفضيل العلم على العبادة ، وأن العالم ما يزال متعبدا لله تعالى في طريق طلبه للعلم .
قال ابن مسعود :
“لا يزال الفقيه يصلي . قالوا : وكيف يصلي ؟ قال : ذكر الله على قلبه ولسانه .
ويروى عن معاذ موقوفا :
تعلموا العلم ، فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح” .
وقال ابن عباس :
“تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها .
وفي ” مسائل إسحاق بن منصور ” قلت لأحمد بن حنبل : قوله : تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها ، أي علم أراد ؟ قال : هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم . قلت : في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا ؟ قال : نعم” .
وقال أبو هريرة :
“لأن أجلس ساعة فأتفقه في ديني أحب إلي من إحياء ليلة إلى الصباح” .
وقال سفيان الثوري :
“ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية” .
وقال محمد بن علي الباقر :
“عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد” .
انظر هذه الآثار وغيرها في ” مفتاح دار السعادة ” (1/532) للعلامة ابن قيم الجوزية ، نقلها عن كتب مسندة ككتاب ” جامع بيان العلم ” لابن عبد البر ، وكتب الخطيب البغدادي ، وقد عقد فصلا طويلا هناك في ” العلم وفضله وشرفه “، وأطال جدا في بيان فضيلة العلم من عشرات الأوجه (1/219-541)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android