0 / 0

إذا اختلف الناس في تغسيل الميت ، فمن نقدم ؟

السؤال: 163314

إذا اختلف الناس في تغسيل الميت ، فمن نقدم؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
إذا كان الميت قد أوصى ؛ بأن فلاناً يغسله ، فهو أولى الناس بتغسيله ، ولو مع وجود الأقارب.

قال المرداوي في “الإنصاف” (2/472) : “وأولى الناس به وصيه” انتهى .

وقال ابن قدامة في الكافي : “وأولى الناس بغسله من أوصي إليه بذلك ؛ لأن أبا بكر الصديق أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس فقدمت بذلك ، وأوصى أنس أن يغسله محمد بن سيرين ففعل ، ولأنه حق للميت فقدم وصيه فيه على غيره كتفريق ثلثه، ـ يعني : لو أوصى بأن فلاناً هو الذي يفرق ثلث ماله ـ” انتهى .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “فيه أيضاً تعليل ثالث مهم وهو : أن الميت قد يكون فيه أشياء لا يحب أن يطلع عليها كل أحد ولا يحب أن يطلع عليها إلا شخص يأتمنه فيوصي أن يغسله فلان .
رابعاً : ؛ لأن الميت يحب أن يغسله من كان أعبد لله وأطوع لله فيختار شخصاً معينا ، ففي هذا الحكم أثر ونظر يعني آثار ونظر صحيح في أنه يقدم في تغسيل الميت من أوصى إليه الميت” انتهى من “الشرح الكافي” .

فإن لم يوص لأحد بتغسيله قُدم عند التنازع أبو الميت وإن علا .. ، إذا كان عنده علم ودراية بتغسيل الموتى .
قال الحجاوي رحمه الله : “وأولى الناس بغسل الميت وصية إن كان عدلاً ثم أبوه وإن علا ، ثم ابنه وإن نزل ، ثم الأقرب فالأقرب من عصباته نسباً” انتهى من متن “الإقناع” (1/213) .

وقال الحطاب رحمه الله في “مواهب الجليل”(2/211) : “ثم أقرب أوليائه “على ترتيب ولاية النكاح ” انتهى.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “ومن المعلوم أن مثل هذا الترتيب إنما نحتاج إليه عند المشاحة (التنازع) ، فأما عند عدم المشاحة ، كما هو الواقع في عصرنا اليوم ، فإنه يتولى غسله من يتولى غسل عامة الناس ، وهذا هو المعمول به الآن ، فتجد الميت يموت وهناك أناس مستعدون لتغسيله ، فيذهب إليهم فيغسلونه” انتهى من ” الشرح الممتع ” (5/124) .

وقال أيضاً رحمه الله : فلو كان للشخص الميت أب وابن ولم يوص أن يغسله أحد ، فالأولى الأب لما يلي :
أولاً : أن الأب أشد شفقة وحنواً على ابنه من الابن على أبيه .
ثانياً : أن الأب في الغالب يكون أعلم بهذه الأمور من الابن لصغره ، مع أنه قد يكون بالعكس ، فقد يكون ابن الميت طالب علم وأبوه جاهلاً” انتهى من “الشرح الممتع ” .

وقال أيضاً رحمه الله : “لكن كل هذه الترتيبات مسبوقة بأمر مهم وهو أعلم الناس بكيفية التغسيل هذا مقدم على كل هذه الأولويات يعني بعد الوصي يقدم أعلم الناس بأحكام التغسيل ، كقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) ، فإذا قدر أن في هؤلاء الذين رتبهم المؤلف من لا يحسن التغسيل ، فإنه لا يقدم ؛ لأن المحافظة على التغسيل أولى من التقديم ولا يستثنى من هذا إلا شيء واحد وهو الوصي” انتهى من “الشرح الكافي” .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل الأولى أن يتولى التغسيل أهل الميت ؟
فأجاب: “لا يلزم وإنما يتولى ذلك الأمين ، الجيد ، الخبير” انتهى من “مجموع الفتاوى” (13/107) .

الله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android