ماتت أمي بعد أن ولدتني و رباني خالة أمي و زوجها . فلم يكن لديهم أطفال و عندما كبرت و بإذن من والدي ، قاموا هم بتربيتي كابنة لهما بكل حب و حنان .
و أناديهما بأبي و أمي ، لكني أعلم أنهما ليسا أبواي الحقيقيين ، و سميت على اسم والدي الحقيقي و طيلة حياتي يأمراني على الدوام بتحسين العلاقة بيني و بينه
مات كل من أبي الحقيقي و أبي الذي رباني . فقط بقيت أمي و هي الآن في سن كبيرة .
سؤالي هو ، هل الأحكام التي تجري على الأبناء الأصليين تجري على الأبناء من التبني أيضاً ؟ و لله الحمد فقد كنت دائماً ابنة بارة ، و لكن لو أحزنت أمي ، فهل يعد هذا عقوق ، على الرغم من أنها ليست أمي الحقيقية
و أيضاً يقال بأنه لا ينفع الإنسان بعد موته إلا دعاء أولاده أو أولادها . فلقد كنت دائماً محبة لأبي الذي رباني أكثر من أبي الحقيقي ، و لكني كنت أقرنهما في الدعاء دائماً ( مع أمي ) و لكن لأني أدعو لأب من التبني و لست طفلتها الحقيقية فهل ترى أن هذا الدعاء له نفس التأثير ؟
و لقد بحثت في موقع الإسلام سؤال و جواب الآن ، و لكن لم أستطع الوصول للإجابة على سؤالي هذا ، و من ثم سأكون ممتنة لك إذا أرشدتني لرقم الفتوى التي تجيب على سؤالي مباشرة
قامت خالتها وزوجها بتربيتها ، فهل لهما حق الأبوين في البر؟
السؤال: 163386
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
حق الوالدين على أولادهما لا يساويه حق آخر، فقد قرن الله حقهما بحقه جل جلاله كما قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24
لكن ذلك لا يمنع أن كل من أحسن إليك وعاملك معاملة ابنته أن تحسني إليه وتبريه ، وأن تجتهدي في عدم إغضابه ، فإن الله يقول : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن/60 .
وقد أحسنت خالة والدتك ، وزوجها إليك إحساناً كثيراً ، فعليك أن تقابلي إحسانهما بالإحسان ، ولو بالكلمة الطيبة وحسن العشرة مع خالتك ، وبالدعاء لهما أيضاً .
ولا يشترط أن يكون الدعاء للوالدين ليكون مقبولاً ، بل لو دعوت لأي مسلم لكان ذلك من دواعي الإجابة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم (2732) .
فكيف بالدعاء لمن أحسنوا إليك هذا الإحسان ورعوك هذه الرعاية ذلك أحرى وأجدر، .
ولا تحملي هم الإجابة ولا تنشغلي بمدى تأثير دعائك بل اجعلي همك منصبا على إخلاص الدعاء والصدق فيه، وثقي في سعة كرم الله ، وعظيم رحمته بعباده ..
واعلمي أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما فقد بقى لك من برهما : الدعاء لهما ، وإكرام أصدقائهم وأقاربهم ، وإنفاذ وعدهم .
واعلمي أن خالة الأم تكون خالة لك ، فلها حق عظيم في البر والإحسان .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب