هل يجوز أن يُدفن الشخص في بيته، إذا كان قد خصص مكاناً لذلك؟ فالمقابر نادرة الوجود في المنطقة التي نحن فيها، لذلك فقد دأب المسلمون على أن يقبروا موتاهم في بيوتهم. فما الحكم؟
هل يجوز أن يدفن الميت في بيته ؟
السؤال: 163630
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً : السنة دفن الأموات في المقابر العامة للاتباع…
قال ابن قدامة رحمه الله : “والدفن في مقابر المسلمين أعجب إلى أبي عبد الله [يعني : الإمام أحمد] من الدفن في البيوت ; لأنه أقل ضرراً على الأحياء من ورثته , وأشبه بمساكن الآخرة , وأكثر للدعاء له , والترحم عليه . ولم يزل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يقبرون في الصحاري .
فإن قيل : فالنبي صلى الله عليه وسلم قبر في بيته , وقبر صاحباه معه؟
قلنا : قالت عائشة : (إنما فعل ذلك لئلا يتخذ قبره مسجداً) رواه البخاري .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفن أصحابه في البقيع , وفعله أولى من فعل غيره , وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك . ولأنه روي : (يدفن الأنبياء حيث يموتون) وصيانة لهم عن كثرة الطراق , وتمييزا له عن غيره ” انتهى من “المغني” (2/193) .
لكن … إذا لم يمكن دفن المسلم في المقبرة ، ولم يوجد مكان لدفنه إلا في بيته فلا حرج في ذلك .
قال النووي رحمه الله : ” يجوز الدفن في البيت وفي المقبرة ، والمقبرة أفضل بالاتفاق..” انتهى من شرح المهذب (5/245) .
وعليكم أن تخاطبوا المسؤولين في بلادكم بتخصيص أرض لدفن الموتى ، أو ينصح أهل الخير والإحسان بشراء أرض ووقفها لدفن الموتى ، أو يشترك في شرائها الناس .
لأن كثرة دفن الموتى في البيوت سيؤدي إلى تضييق البيوت على ساكنيها ، وقد يؤدي إلى امتهان القبور .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب