0 / 0

ناقل الكفر ليس بكافر

السؤال: 165869

في السنوات الخالية من التعليم الثانوي وفي مادة اللغة الفرنسية كان الأستاذ يأتي ببعض النصوص الأدبية الفرنسية لدراستها ، وهي تشتمل على بعض الأمور المناقضة للتوحيد
( الشرك الأكبر) عافانا الله ونجانا وإياكم من الوقوع فيه ، وكان يدرسها من الناحية الأدبية ، و الأستاذ مسلم ، وقال إن تلك العقائد نصرانيه ، ولما سألت أستاذ اللغة الإسلامية قال ما مضمونه : إن قارئ وراو الكفر ليس بكافر ، وإن كتاب الله مليء بتبيان متل تلك العقائد الفاسدة ، ونحن – ولله الحمد – نتبرأ من تلك العقائد ونعتقد بطلانها ، فهل ما قال أستاذ اللغة الإسلامية صحيح ، بأن من قرأ ذلك ليس بكافر ولا مشرك ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ما قاله أستاذك صحيح ؛ فناقل الكفر ليس بكافر ، ما دام أنه ينكر ذلك ويعتقد بطلانه ، ويتأكد هذا عندما ينقله للرد عليه وبيان بطلانه ونكارته ، كما هو كثير في القرآن المجيد من ذكر عقائد أهل الكفر وبيان فسادها ، وهذا أمر مستقر عند العلماء ، ومن أمثلة ذلك قول ابن الحاج القناوي في كتابه “حز الغلاصم في إفحام المخاصم” (ص32) أثناء حديثه عن إبطال عقيدة القدرية : ” فقول الناس إذن كافة : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، باطل. والصحيح على قولهم وسوء اعتقادهم أن يقول القائل : ما شاء إبليس كان وما شاء الله لم يكن . ونستغفر الله من تسطير هذه الكلمات ، ولكن حاكي الكفر ليس بكافر ، ولله الحمد على نعمة الإسلام والسنة ” انتهى.
ولما حكى الذهبي في ” تاريخ الإسلام ” (14/278) شيئا من عقيدة وحدة الوجود في ترجمة ابن عربي الطائي صاحب “الفصوص” قال : ” وذكر فصلا من هذا النمط ، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا . أستغفر الله ، وحاكي الكفر ليس بكافر ” انتهى.
وفي “ميزان الاعتدال” (4/162) عندما ترجم للمغيرة بن سعيد البجلي الرافضي الكذاب ، وذكر شيئا من شنائعه في وصف الله تعالى وتقدس ، قال : “وحاكي الكفر ليس بكافر، فإن الله تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون ونمرود وغيرهم ” انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى نور على الدرب” عن صحة هذه العبارة ” ناقل الكفر ليس بكافر ” فقال : هذا صحيح ، أن ناقل الكفر ليس بكافر ، بمعنى أن الإنسان الذي يحكي قول الكفار لا يكفر ، وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم ، وحسب النظر أيضاً ؛ فإنك إذا قلت : قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة ، أو ما أشبه ذلك . فإنه لا يعد ذلك كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك ” انتهى.
ولمزيد الفائدة حول ناقل الكفر يمكن الاطلاع على جواب السؤال رقم : (132079) .

غير أنه يجب على المدرس إذا درس مثل هذه المواد الأدبية ألا يقتصر على مجرد ذلك ، وأن ناقل الكفر ليس بكافر ، بل لا بد أن يبين لتلاميذه أن هذا من الكفر المخالف لدين الإسلام ، كي لا يغتروا به ، أو يظنوا صوابه .
وأيضا : يحذر أن يكون في مثل هذا الكفر الذي ينقله شبهة قد يفتن بها بعض ضعفاء العلم والدين ، فلا يكفي النظر فقط إلى أصل المسألة الذي قدمناه ، بل يجب النظر أيضا إلى أثر نقل هذا الكفر في سامعه وقارئه ، وهل من الممكن أن يغتر به أولا .
وما استشهد به المدرس من نقل القرآن لكلام الكافرين وعقائدهم ، فنعم صحيح ، لكن طريقة القرآن في ذلك أعظم السبل وأبينها ، فهو ينقل الكفر ، ويبين ما فيه ، ويدل الناس على الهدى والصراط المستقيم .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android