تنزيل
0 / 0

والدها سيء الأخلاق ولا يصلي وقد خرجت أمها من البيت فهل تلحق بها ؟

السؤال: 167266

أنا من ” تونس ” ، وعندي مشكلة عائلية كبيرة ، العلاقة بين أبي وأمي سيئة جدّاً ، أبي لديه صفات سيئة ، فهو لا يصلي أبدا وسيئ الطبع ودائما يعامل والدتي بقسوة حتى إنه لا يتركها تزور والديها إلا مرة في الشهر ، وهو لا يعرف صلة الرحم ، دائما يعاتب ويشتم ويسب ، لدرجة أنها أصبحت تخاف منه كثيراً ، لكنها تحمَّلت من أجلنا حتى كبرنا ، والآن ضاق صبرها ولم تعد تتحمل ، فقررت أن ترحل لدى والديها وأن لا تعود إليه أبدا ، أنا الآن مع والدي وحدنا لأن إخوتي يقيمون في الخارج ، لكني أشعر بعدم الراحة معه ، ومع ذلك بقيت معه لكي لا يبقى وحده ، لكن المشكل الكبير أنه منعني من زيارة أمي ، وطلب مني أن لا أتصل بها ، وقال إنه إن قمت بزيارتها فانه سيكون عدوي ! وبرر ذلك بأنها ذهبت وتركتني ، لكنها لم تتركني وحدي بل تركتني معه ، لذلك قوله هذا أزعجني كثيراً ، فأمي هي قطعة من جسدي ولا يحق له أن يبعدني عنها ، لذلك قررت أن أذهب إلى أمي وأبقى معها ، إذا هل قراري هذا صائب وفي محله أم لا ؟ .
أرجو منكم ردّاً سريعاً ، وشكراً لكم ، وجزاكم الله كل خير .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لو كان أمر والدكِ مقتصراً على سوء تعامله مع أمكِ وسوء أخلاقه وعصبيته الزائدة :
لكان الأولى بإمك الصبر على شراسته وسوء خلقه ، وكنا نصحناها بذلك ، لأجل رعايتك ،
والمحافظة عليك .
أمَا وقد كان من سوء أفعال والدكِ أنه لا يصلي البتة : فإن الأمر هنا له شأن آخر ،
فيصير واجباً على أمكِ تركه ولا يحل لها الرجوع إليه وهو على هذه الحال ؛ لأن ترك
الصلاة كفر مخرج من الإسلام ، والعقد بينهما يصير مفسوخاً ، ومن الأحكام المترتبة
على تركه للصلاة : انقطاع ولايته عليكِ ، فيجوز لك اللحاق بأمك ، ولا عبرة بغضبه من
فعلك هذا ؛ فقد سقطت ولايته على أولاده جميعاً .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
فإن كان عند العقد يصلي لكن بعد ذلك صار لا يصلي : فإن كان قبل الدخول : انفسخ
العقد ، ولها أن تتزوج في الحال ، وإن كان بعده : انفسخ العقد ، ولكن تنتظر حتى
تنقضي العدة ، فإن هداه الله للإسلام : فهو زوجها وإلا فلها أن تتزوج .
وكثير من النساء – والعياذ بالله – يمنعهن وجود الأولاد عن طلب الفسخ ، وهذه مسألة
عظيمة ، فيقال : افسخي النكاح ، ولا يجوز أن تبقي مع هذا الكافر الذي لا يصلي ،
وأولادك لن يفارقوك ما دام أبوهم على هذه الحال ، فلا ولاية له عليهم ، فالكافر لا
ولاية له على مؤمن ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
سَبِيلاً ) النساء/ 141 ، فلن يفرَّق بينك وبين أولادكِ ، وأما هذا الزوج : فلا خير
فيه ، زوج كافر تتركيه يستحل منك ما يحرم ؟! هذا منكر عظيم .
” الشرح الممتع على زاد المستقنع ” ( 12 / 250 ) .

ولعلَّ الحكم بتحريم أمك
عليه وخروجك من بيتك ولحاقك بها لكونه تاركاً للصلاة أن يكون واعظاً له ليرجع إلى
دينه فيلتزم حكم الله بالصلاة ، وتكونون بذلك قد أنقذتموه من الكفر والضلال ، وهي
نعمة عظيمة يجب أن يقدرها قدرها ، فعسى أن يسارع إلى ذلك فيكون من أهل الصلاة
والأخلاق الحسنة ، والمهم فيما ذكرناه أن أمك لا تحل له طالما أنه لا يصلي ، ولا
ولاية له عليكِ فيجوز لك اللحاق بها ، ونوصيكم بالدعاء له أن يهديه الله ويصلح باله
.
وانظري أجوبة الأسئلة (
6257 ) و (4501
) و ( 103291
) و ( 112026
) .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android