تنزيل
0 / 0

قصة مكذوبة في غضب فاطمة من علي رضي الله عنهما

السؤال: 169595

قال لي أحد الصوفية مقولة غريبة ، جعلتني ثائرا جدا ، وأقسمت بالله العظيم أنها لم تحدث ، حيث إنه قص علي الآتي : أن السيدة فاطمة شكت للنبي هجر سيدنا علي فراشها ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك ببراد الماء ، فنطق البراد وقال : لقد اغتسلت مني فاطمة أربعين مرة ، فضرب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على ردف السيدة فاطمة وقال لها : البرود يا فاطمة .
هل هذه القصة لها أي نصيب من الحق أم لا ؟
وبارك الله فيكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لم نعثر على القصة الواردة في السؤال ، بل لم نجد لها أثرا من قريب ولا من بعيد ،
وغالب الظن أنها – بالتفصيل الوارد في السؤال – مكذوبة موضوعة نسجها بعض القصاصين
من خياله الفاسد ، ووهمه السقيم الذي يريد تصوير سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
بصورة بعض السوقة أو ساقطي المروءات من الآباء ، وهو عليه الصلاة والسلام أكرم
البشر مروءة وأشدهم حياء ، وأرقاهم معاملة .
وإنما الذي صح في كتب السنة أنه ثمة تغاضبا واختلافا وقع بين علي بن أبي طالب
وفاطمة رضي الله عنهما ، كما يقع بين كثير من الأزواج ، فأصلح النبي صلى الله عليه
وسلم ما فسد بينهما بكلام يسير .
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
( جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ
يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ ، فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ قَالَتْ : كَانَ
بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ : انْظُرْ
أَيْنَ هُوَ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هُوَ فِي المَسْجِدِ
رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ ، وَيَقُولُ :
قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ )
رواه البخاري (441) ، ومسلم (2409)
وقد راجعنا كتب الشروح ، وروايات هذا الحديث في كتب السنة المسندة ، بل وحتى في كتب
الشيعة المليئة بالخرافات ، فلم نجد ما يشير إلى ما ورد في السؤال ، ممَّا رجَّح
لدينا أن الكذب والاختلاق لا حدود له ، وأن المسلم إذا نقل ما لم يتثبت منه فقد جعل
عقله عرضة لكل سخيف من القول ، رديء من النقل ، سقيم من العقل ، وسيحاسبه الله عز
وجل على ذلك ، فهو القائل سبحانه : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
) الإسراء/36.
فلا يحل لمسلم حكاية القصة المكذوبة في السؤال ، ولا التفوه بمثلها ، وإذا كانت
حرمة بيوت المسلمين محفوظة ، والعلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته مصونة لكل مسلم ،
فكيف بأطهر البيوت وأشرف الأزواج بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما ؟!! لا شك أن
حرمتها أشد وأعظم ، فلا يحل التجرؤ عليها بالحكايات المختلقة .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
” الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس مؤلفه من أهل الحديث ،
أو في خطب ليس مؤلفها كذلك ، فلا يحل ذلك ، ومن فعله عُزِّر عليه التعزيز الشديد ،
وهذا حال أكثر الخطباء ، فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها وخطبوا بها من
غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلاً أم لا ، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا
خطباءها عن ذلك ” انتهى من ” الفتاوى الحديثية ” (ص/32)
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android