تنزيل
0 / 0

حديث مكذوب فيه أن جبريل ينزل عشر مرات لرفع عشر جواهر من الأرض

السؤال: 170607

سمعت حديثا أريد صحته ، وفي أي كتاب يوجد : روي أن جبريل عليه السلام نزل على
النبي صلى الله عليه وسلم في معركة مؤتة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا
جبريل ! هل تنزل بعدي ؟ فقال : نعم يا رسول الله ! أنزل عشرة مرات لرفع عشر جواهر
من الأرض. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما ترفع ؟
قال جبريل : الأولى أرفـع البركـة مـن الأرض .
الثانية أرفع من قلوب الخلق الرحمة .
والثالثة أرفع الشفقة من قلوب الأقارب .
الرابعة أرفع العدل مــن الأمــراء .
والخامسة أرفع الـحياء من الـنســـاء .
والسادسة أرفع الـصبـر مـن الفـقـراء .
والسابعة أرفع الزهـد والورع من العلماء .
والثامنة أرفع السـخاء مـن الأغـنيـاء .
والتاسعة أرفــع الــقـــــــرآن .
والعاشرة أرفع الإيــمـــــــــان .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث لم يثبت في كتب السنة ، وليس له أصل ولا إسناد ، كما لم نجده في كتب
الموضوعات والمكذوبات ، فلا يحل لأحد روايته إلا على سبيل التحذير منه ، وليتق الله
كل من يساعد في نشر الموضوعات ، ففي ذلك اعتداء على مقام النبوة ، ووقوع في الوعيد
الشديد ، بل الواجب على جميع المسلمين التثبت والتحري ، وعدم المسارعة إلى تناقل
الأحاديث النبوية حتى يطمئن القلب إلى ثبوتها في كتب المحدثين من الأئمة الستة
وغيرهم .
ثم إن في الحديث بعض النكارات في المتن ، منها :
أولا : النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج إلى مؤتة باتفاق العلماء ، وإنما بعث جيشه
وأمر عليهم زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فكيف يرد في الحديث أن جبريل نزل على النبي
صلى الله عليه وسلم في مؤتة؟!
ثانيا : رفع هذه الأمور من الأرض لا يقتضي نزول جبريل عليه السلام ، فهو الروح
الأمين الموكل بالوحي ، وقد انقطع الوحي بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس في
السنة ما يدل على أنه ينزل لرفع الأخلاق الفاضلة من الأرض في آخر الزمان .
ثالثا : ورد في السنة أن الخشوع والأمانة أول ما يرفع من هذه الأمة ، وليست البركة
كما في هذا الحديث .
فقد روى الطبراني في ” المعجم الكبير ” (7/295) عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ
الْخُشُوعُ ) وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” (رقم/2576)
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أَوَّلُ
مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْأَمَانَةُ , وَآخِرُ مَا يَبْقَى الصَّلَاةُ ,
وَرُبَّ مُصَلٍّ , لَا خَيْرَ فِيهِ ) رواه الطبراني في “المعجم الصغير” (1/238) من
طريق حكيم بن نافع ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر به .

وهذا إسناد قابل للتحسين ، فيه حكيم بن نافع ، قال فيه ابن معين : ليس به بأس ،
وضعفه أبو زرعة . انظر ” ميزان الاعتدال ” (1/576)
ووردت بذلك آثار صحيحة عن الصحابة كعبد الله بن مسعود عند الحاكم في ” المستدرك ”
وغيره .
رابعا : وفي قوله : ( أرفع الزهد والورع من العلماء ) يحمل قدرا من التناقض ،
فالعالم لا يستحق وصف العلم إذا لم يحمل في قلبه قدرا من الزهد والورع يتقي به
المحارم المظنونة أو المباحات المشتبهة .
خامسا : وفي الكلام المذكور ركاكة ظاهرة ، وذلك في قوله : ( عشر جواهر )، وفي قوله
: ( الشفقة من قلوب الأقارب )
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android