0 / 0

حديث أبي هريرة في الرايات السود لا يصح

السؤال: 171131

ما مدى صحة الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) رواه الترمذي .
فإذا كان الحديث صحيحا فأين خراسان ؟
جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحديث الوارد في السؤال يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ )
رواه نعيم بن حماد في ” الفتن ” (1/213)، وأحمد في ” المسند ” (14/383)، والترمذي في ” السنن ” (2269)، والطبراني في ” المعجم الأوسط ” (4/31)، والبيهقي في ” دلائل النبوة ” (6/516)، وابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (32/281)
جميعهم من طريق رِشدين بن سعد ، عن يونس ، عن ابن شهاب الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أبي هريرة به مرفوعا .
قال الطبراني رحمه الله :
” لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس ، تفرد به رِشدين ” انتهى.
وقال البيهقي رحمه الله :
” تفرد به رشدين بن سعد , عن يونس بن يزيد ” انتهى.
ورشدين هذا سبب ضعف الحديث ونكارته ، فقد ضعفه أحمد بن حنبل ، وقال يحيى بن معين : لا يكتب حديثه ، وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال أبو داود : ضعيف الحديث ، وقال ابن عدي : عامة أحاديثه ما أقل فيها ما يتابعه أحد عليه ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه ، وقال ابن حبان : غلبت المناكير في أخباره . انظر ” تهذيب التهذيب ” (3/278)

فالخلاصة أن الحديث ضعيف جدا ولا يصح ، بسبب تفرد رشدين بن سعد به ، ولذلك لم يقبله العلماء .
فقال الترمذي :
” غريب ” انتهى. وهي عبارة تعني ضعف الحديث عنده .
وقال البيهقي :
” يروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار , ولعله أشبه ” انتهى.
بل لما ساق الحافظ ابن كثير مجموعة من الأحاديث التي فيها ذكر الرايات السود ، قال :
” هذا كله تفريع على صحة هذه الأحاديث ، وإلا فلا يخلو سند منها عن كلام ” انتهى من ” البداية والنهاية ” (6/248)
وضعف الحديث الحافظ ابن حجر في ” القول المسدد ” (42)، والشيخ الألباني في ” السلسلة الضعيفة ” (رقم/4825)، والشيخ أحمد شاكر في تحقيقه ” مسند أحمد ” (16/316)
وقال محققو مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة :
” إسناده ضعيف جدا ” انتهى.
بل قالوا أيضا :
” ولا يصح في هذا الباب شيء ، وكل ما فيه أخبار ضعيفة موقوفة ” انتهى.
وكذلك قال فضيلة الشيخ الدكتور حاتم الشريف :
” لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع ، ولا حديث موقوف على الصحابة رضي الله عنهم ” انتهى من دراسة حديثية نشرت أول مرة في موقع ” الإسلام اليوم “، ثم نشرت في ” ملتقى أهل الحديث “.
ومن أراد التوسع في تخريج الأحاديث الواردة في هذا الموضوع فليرجع إلى تلك الدراسة .

وعلى كل حال فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله – على فرض تصحيح الحديث -:
” هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل هي رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي ” انتهى من ” البداية والنهاية ” (19/62) طبعة هجر .

وللعلم أيضا فإن ” خراسان ” بلاد واسعة تشكل الشمال الشرقي في إيران ، وتمتد بين جرجان وطبرستان من جهة ، وبين ما وراء النهر من جهة أخرى ، وكان يتبعها من الناحية السياسية بلاد ما وراء النهر وسجستان ( أفغانستان الحالية )، والإقليم الذي يعرف الآن باسم خراسان يضم أقل من نصف خراسان القديمة ، أما بقية الإقليم فتابع لأفغانستان ” انتهى من ” تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية لابن كثير ” (1/471 ترقيم الشاملة)

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android