0 / 0
11,17405/07/2011

كيف يشرح لشخص غير مسلم سبب إعفاء اللحية ؟

السؤال: 171299

لو أن شخصاً غير مسلم سألني عن سبب إعفاء لحيتي، فماذا تكون إجابتي؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
إعفاء اللحية ، وتركها على حالها : واجب ؛ كما سبق بيانه في أجوبة عديدة .
ينظر جواب السؤال رقم (1189) ورقم (127742) ورقم (130695) .

ثانيا :
الواجب عليك إذا سألك شخص غير مسلم ، أيا كانت ديانته ، عن سبب إعفاء لحيتك : أن تبين له السبب الشرعي الذي دعاك إليه ، وهو أنك إنما فعلت ذلك طاعة لله ورسوله ؛ ؛ وأن اللحية سنة عامة من سنن الفطرة التي فطر الله عباده الموحدين عليها :
روى مسلم في صحيحه (261) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ) .
قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: " انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ " .
قال الإمام النووي رحمه الله :
" وَأَمَّا الْفِطْرَةُ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهَا هُنَا ، فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : ذَهَبَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا السُّنَّةُ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ غَيْرَ الْخَطَّابِيِّ ، قَالُوا : وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ . وَقِيلَ : هِيَ الدِّينُ " انتهى من "شرح مسلم" للنووي (3/147) .
وقد روى البخاري (5892) ومسلم (259) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَفِّرُوا اللِّحَى ، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ) .
(وفروا اللحى) : أي : اتركوها وافرة . "فتح الباري" (10/350)
فأمر كهذا هو من الدين ، والسنة ، ومن هدي الأنبياء : يبين الإنسان حكمه ، ويدل عليه ولو كان الذي السائل كافرا .
روى مسلم في صحيحه (386) عَنْ سَلْمَانَ الفارسي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لَنَا الْمُشْرِكُونَ [ وعند أحمد وغيره : (قَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ به)] : إِنِّي أَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ ، حَتَّى يُعَلِّمَكُمْ الْخِرَاءَةَ ؟!!
فَقَالَ : أَجَلْ ؛ إِنَّهُ نَهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ ، وَنَهَى عَنْ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ ، وَقَالَ : لَا يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ!!
فانظر كيف أن الصحابي الجليل قد أجابه عن ذلك الأمر، أمر آداب قضاء الحاجة ، ودخول دورات المياه ، دون أن يرى في ذلك ما يعيبه ، أو يستخفي به .
وهب أن هذا السائل كان يسخر منه ؛ فقد ( قلب عليه المائدة ) ، كما يقولون ، وحول المقام إلى مقام دعوة وبيان !!
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android