ابنتي تبلغ من العمر 16 سنة ، وهي تتحدث مع أحد أقاربها والذي يكبرها بثلاث سنوات.. إنهم لا يتحدثون بالهاتف، وإنما عبر الرسائل والدردشة، فهو يعيش في بلاد أخرى غير التي نحن فيها. إن ابنتي حييّة جداً ولا تحب الحديث إلى الأولاد إلا قريبها هذا. إنهما يقولان أنهما كالإخوة. إنهما كثيراً ما يتراسلان وكثيراً ما يدردشا الى بعضهما، بل وحتى يتبادلان الاسرار فيما بينهما.. لا أدري إن كان في ذلك محذور؟
لا أدري كيف أتعامل مع الموقف، إنني أخاف أن تتطور هذه العلاقة فتؤول إلى ما لا يُحمد عقباه. لقد مضت ما يقارب سنتين ونصف وهما على هذه الحال، وفي كل مرة أقول علّهما سيتوقفان تزداد هذه العلاقة قوة وتوطداً. ثم أعود فأطمئن نفسي بأنه ليس موجوداً هنا والمسافة بعيدة ولا يمكن لشيء سيئ أن يحصل، لكني أعود فأخاف من أن يقعا في الحب، ثم تمتد بهم الخطى إلى ما وراء ذلك.. فما نصيحتكم؟
ابنته على علاقة بقريبها عبر الدردشة والرسائل فقط ، فكيف يتعامل مع هذه المشكلة؟
السؤال: 171334
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الواقع أنك تأخرت كثيرا في السؤال عن مشكلتك ، واتخاذ موقف جاد أمامها .
صحيح أن الأمر – والحمد لله – لم يتطور التطور المفزع الذي تسببه مثل هذه العلاقات كثيرا ، لكنه بدأ بالخطوة الأساس التي ينبني عليها ما بعدها ، ونعني بذلك : خطوة توطيد العلاقة بين طرفين ، تؤهلهما ظروف السنة ، ومرحلة الشباب إلى أن تتطور علاقتهما في الاتجاه الخاطئ !!
إننا لا يعنينا أن نبحث في مضمون هذه الدردشات ، والتي لا يمكن بحكم طبيعة الحال أن تظل هكذا بريئة ، كل ما فيها نظر في أحوال الدين ، أو السياسة ، أو غير ذلك ؛ إننا لا نحتاج إلى النظر في مضمون هذه الدردشات ، وهل وصلت هذه العلاقة إلى شيء من المحذور ؛ إن نفس العلاقة ومبدأها : محذور في حد ذاته ؛ ولا يمكن أن تظل علاقة بين شابين في هذه المرحلة في حدود ( البراءة ) ؛ بل لا بد أن تتطور إلى ارتباط عاطفي ، لا يعلم مداه ، وما يجر إليه إلا الله ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا ) رواه أحمد (114) وغيره ، وصححه الألباني .
وعلى حسب طبيعة العلاقة ، ونوع (الاختلاء بينهما) ، يكون طمع الشيطان فيهما .
وقد سبق الكلام عن حكم المراسلة بين الجنسين في أجوبة عديدة ، فانظر مثلا : رقم (26890)ورقم (93450)
والواجب عليك الآن : أن تمنع استمرار ابنتك في هذه العلاقة المحرمة ، قبل أن تصل إلى مرحلة يصعب تداركها .
وابدأ ببيان الحكم الشرعي لابنتك في ذلك ، وأنه لا يحل لها الاستمرار في مثل هذه العلاقة .
وإذا كان جادا في علاقته بها ، فبالإمكان أن تتحول إلى علاقة شرعية بالزواج ، متى كانا راغبين في ذلك ، وكان هو صالحا لذلك الأمر ؛ وإلا فما معنى الاستمرار في ذلك ؟!
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة