تنزيل
0 / 0
45,64210/10/2011

لا يرى في منامه إلا الرجال فهل هو شاذ لا يصلح للزواج بالنساء ؟

السؤال: 173554

عندي عشرون سنة ، ومنذ بلغت الحلم وأنا لا أرى النساء في أحلامي , بل أرى رجالاً ، وليست عندي شهوة تجاه النساء ! هل هذا ابتلاء ؟ وهل أُحرم الزواج في المستقبل حتى لا أظلم من سأتزوجها ؟ مع العلم أني أعرف حرمة الشذوذ ، وسؤالي ليس عن جوازه ولكن أريد أن أعرف هل أمثالي يعيشون عزَّاباً حتى لا يظلموا زوجاتهم ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

مما لا شك فيه أن ميل الرجل للرجل منافٍ للشرع والعقل والفطرة ، وأن على من ابتليَ
بذلك أن يبحث عن العلاج القاطع لمشكلته تلك ، وهذا الميل إن كان بإرادته فهو مؤاخذ
عليه ، وإن كان بغير إرادته فهو معذور فيه لكن يجب عليه أن يدافعه ويسعى للتخلص منه
.
وهذه الشهوة التي خلقها الله في الرجال قد جعل تصريفها الشرعي المباح في النساء لا
غير ، ومن خالف ذلك فجعلها في الرجال فهو ” شاذ ” وقد فعل فعلاً غاية في القبح
والشناعة والحرمة ، ولم يكن هذا الفعل في خلق الله قبل قوم لوط ، والذين استمروا
على فعله مع كفرهم بالله تعالى ، وقد عاقبهم الله عز وجل بما لم يعاقب به أمة من
الأمم .
وسواء صرَّف الرجل شهوته في رجل مثله ، أو كان عنده ميل للرجال فإنه يجب عليه أن
يعالج نفسه علاجاً قاطعاً يقضي به على شذوذه ، وقد جاء لوط عليه السلام لقومه
بالعلاج الشرعي الناجع لترك فعلهم القبيح ، وهو التزوج بالنساء ، فقال لهم ( يَا
قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ ) هود/ 78 .
قال علماء اللجنة الدائمة : ” المراد بجملة ( هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ
لَكُمْ ) ندبُ هؤلاء الكفار إلى التزوج بالنساء ووطئهن في الحلال ، سواء كنَّ بناته
، أم بنات قومه ، فإن بنات قومه : بناته حكماً ؛ لكونه رسولاً إليهم .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 4 / 232 ) .
والتزوج في حقك إن كنتَ مستطيعه يكون واجباً عليك بلا خلاف .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : ” وقال القرطبي : المستطيع الذي يخاف الضرر على
نفسه ودينه من العزوبة بحيث لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزويج : لا يُختلف في وجوب
التزويج عليه ” انتهى من ” فتح الباري ” ( 9 / 110 ) .
ومن توفيق الله لك أنك على علمٍ بحرمة الشذوذ ، وأنك لم تفعل فاحشة اللواط ، واعلم
أن ما تراه في منامك لا حكم له ، فأنتَ لم تقع في أمرٍ محرَّم ؛ لأن النائم مرفوع
عنه القلم ، والمهم أن تكون متقيّاً لربك في يقظتك ، قال ابن سيرين رحمه الله – كما
رواه عنه أبو نعيم في ” حلية الأولياء ” ( 2 / 273 ) – ” اتق الله في اليقظة ؛ لا
يضرك ما رأيتَ في المنام ” انتهى .
وقال – أيضاً – كما في ” شرح السنة ” للبغوى ( 12 / 208 ) – ” اتق الله في اليقظة ،
ولا تبال ما رأيتَ في النوم ” انتهى ، ومن التقوى في اليقظة أنك لا تنظر إلى الرجال
والولدان نظر شهوة ، ولا تتعمد ترك التزوج لمحبتك التعلق ببني جنسك .
وما تراه في منامك – أخي السائل – هو من فعل الشيطان وعبثه بك لتوكيد الأمر أنك لست
برجل سويٍّ ، وأنك لا تصلح أن تكون زوجاً لامرأة ، فاحذر من هذا الكيد والمكر ،
وبادر إلى الزواج بامرأة صالحة ، واحرص على أن تكون ذات جمال ليحصل منك تعلق بها
وتكون سبيلاً لإعفافك عن الوقوع في الحرام .
ولا ينبغي لك أن لا تتأخر في الزواج ، ونحن على ثقة – إن شاء الله – أن هذا سيكون
نافعاً لك ، وسيكون قاطعاً لما تراه في منامك .
ونوصيك – أخيراً – بالإكثار من الدعاء أن يطهِّر الله قلبك وجوارحك من الآثام ، وأن
يحبِّب إليك الإيمان ، ويزيِّنه في قلبك ، وأن يُكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان
وأن يجعلك من الراشدين .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android