0 / 0

لا يميل إلى زوجته ولم يقربها من سنوات ولا يستطيع الزواج من ثانية

السؤال: 174381

لدي مسألة ضخمة والتي تسبب لي ألما نفسيا وجسديا ، وأدعو الله أن تستطيعوا تقديم المعونة ، تزوجت منذ ثمان سنوات و في السنوات الأربع الأخيرة لم أجامع زوجتي ؛ ففي الماضي كنت أقضي شهوتي بحركات غير مشروعة في الإسلام ، ولكن في السنتين الأخيرتين قد عدت إلى طريق الالتزام و الهداية ، فأنا أصلي الصلوات الخمس اليومية ، ولا أضيع أي صلاة ،
والمشكلة هي أني رجل صاحب رغبة جنسية عارمة ، وليس لدي أي طريقة لحل تلك المشكلة ، فزوجتي غير مهتمة بهذا الأمر ، وليس عندي جاذبية نحوها ، و نحن لا ننام في سرير واحد على الأقل ، أفكر دائماً في طلاقها ، ولكن الخشية على الأطفال ، فيضطرني ذلك للإقامة معها ، أعيش في بلد ليست إسلامية ، وإن لم يكن لبنتي أب فسوف تفسد أخلاقها ، أخاف الله ، ولا أريد اللجوء لطريق الحرام لحل هذا الأمر ، كما كنت أفعل في الماضي ، وأرى أن يكون لي زوجة ثانية ، ولكني غير قادر مالياً على فعل ذلك ، حتى إنني أضطر لممارسة العادة السرية أحياناً حين لا أستطيع التحكم في شهوتي ، ولكني أشعر بالذنب ، وأصبح مكتئباً لما أفعل ، فهذا يسبب لي مشاكل في حياتي ، وعدم الراحة ليلاً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن ما ذكرته مشكلة ينبغي النظر في أسبابها ، والبحث عن طرق علاجها ، والذي يظهر لنا أن جوهر المشكلة يتضح من قولك : ” فزوجتي غير مهتمة بهذا الأمر و ليس عندي جاذبية نحوها ، و نحن لا ننام في سرير واحد على الأقل “.
فكيف يعيش زوجان تحت سقف بيت واحد أربع سنوات ، لا يكون بينهما جماع ؟
وأي خلل في العلاقة الأسرية أبين من هذا ؟
وكيف تنتفي جاذبيتك نحوها طول هذه المدة ؟
وكيف تستغني المرأة عن هذه الحاجة الفطرية كل هذه المدة مهما كانت ضعيفة الرغبة ؟
إن مبدأ العلاج أن تدركا – معا- أن من أهداف النكاح ومقاصده : تحصيلَ العفة ، وقضاء الشهوة ، وحصول السكن والمودة ، وأنكما بهذا السلوك لا تقيمان علاقة زوجية ناجحة .
وينبغي أن تلتقي هممكما على علاج هذه المشكلة ، في جو من الصراحة والتفاهم ، وليس يعيب الزوج أن يخبر زوجته بحاجته الفطرية في المعاشرة ، وأن يقف على أسباب عزوفها عنه .
والمسألة ليست في قضاء شهوتك وحاجتك فحسب ، بل في تحصيل العفة لزوجتك أيضا ، وأنت مسئول عن ذلك ، ولا يعفيك عن هذه المسئولية كونك لا تنجذب إليها .
إن العلاقة الزوجية تقوم على أداء الحقوق ، أكثر مما تقوم على العواطف والميول ، فلو فرض أنك لا تميل إلى زوجتك ، فأنت أيضا مسئول عن إعفافها ، وعليك أن تعالج مسألة انصرافك عنها ، وعدم اهتمامها بك ، فربما كانت هناك حواجز تحول بين قلبيكما ، من سوء معاملة ، أو انشغال زائد ، أو غير ذلك من الأسباب .
ثم إن هذه العلاقة الفاترة ، الخالية من الاتصال والمعاشرة ، تحيط بها الأزمات من كل جانب ، بل هي باعثة على الأزمات ، ولابد أن يظهر أثرها ومفعولها في التعامل اليومي ، وفي ذلك خطر على الأطفال لا يمكن إغفاله .
فالنصيحة لك أن تجلس مع زوجتك ، وأن تتقرب إليها ، وأن تتقي الله تعالى فيها ، وأن تدركا معا حِكم الزواج وأهدافه ، وأن تصلحا حالكما مع الله ، لتنصلح لكما الحياة ، فإن الله تعالى وعد أهل الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة فقال : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .

فاجتهد أيا الأخ الكريم في العمل بهذه الأسباب ، وستجني الخير والراحة إن شاء الله ، وباعتقادنا أن نومكما معا في فراش واحد ، سوف يقرب كثيرا من المسافة البعيدة بينكما ، وسوف يولد شعورا متبادلا برغبة كل منكما في صاحبه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android