0 / 0

حديث موضوع ( فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة )

السؤال: 174607

معظم علماء الصوفية يذكرون هذا الحديث كجزء من تعاليمهم : ( مراقبة ساعة خير من عبادة سبعين سنة ) ، إنه يبدو لي حديثًا ضعيفًا ، فلقد حاولت البحث عن أصل له في كتب الأحاديث الستة فلم أجد ، فما رأيكم بصحته ؟ وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذا الحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يثبت من قوله ، وإنما ورد بإسناد رواته من الكذابين والوضاعين ، وذلك في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :   فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً  
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في ” العظمة ” (1/299) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي ، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي ، حدثنا عطاء الخراساني ، عن أبي هريرة به .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
” هذا حديث لا يصح ، وفي الإسناد كذّابان ، فما أفلت وضعُه مِن أحدهما : إسحاق بن نجيح ،
قال أحمد : هو أكذب الناس ، وقال يحيى : هو معروف بالكذب ووضع الحديث ، وقال الفلاس : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا ، والثاني : عثمان ، قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ” انتهى من ” الموضوعات ” (3/144)
وقال الشيخ علي القاري رحمه الله :
” ليس بحديث ” انتهى من ” المصنوع ” (ص/82)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
” موضوع ” انتهى من ” السلسلة الضعيفة ” (رقم/173)
لذلك لا يجوز نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ثانيا :
أما الثناء على التفكر والمتفكرين في آيات الله سبحانه فقد جاء في القرآن الكريم ، حيث يقول الله جل وعلا :   الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ   آل عمران/191.
وقد رويت في ذلك آثار كثيرة ، عن ابن عباس ، وأبي الدرداء رضي الله عنهما ، وعن الحسن البصري رحمه الله ، يدعون فيها الناس إلى العناية بالتفكر والتأمل في آيات الله الشرعية والكونية.
ومن ذلك ما رواه أبو الشيخ الأصبهاني في ” العظمة ” (1/297) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ” تفكر ساعة خير من قيام ليلة “. وفي ” مصنف ابن أبي شيبة ” (7/190)، و ” الزهد ” (ص/220) للإمام أحمد مثل هذا النص عن الحسن البصري ، وفي ” حلية الأولياء ” (1/208) ، و ” الزهد ” (ص/114) مثله عن أبي الدرداء رضي الله عنه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” النظر إلى المخلوقات العلوية والسفلية على وجه التفكر والاعتبار مأمور به مندوب إليه ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (15/343)
وقال العلامة السعدي رحمه الله :
” التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين ” انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن ” (ص/161)
وللتوسع في الاطلاع على الأدلة وأقوال العلماء في ” التفكر ” فليرجع إلى بحث ” التفكير في آيات الله تعالى ومخلوقاته في ضوء القرآن والسنة “، عبد الله اللحيدان ، مجلة البحوث الإسلامية (66/123) .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android