تنزيل
0 / 0

هل يعد القنوط من رحمة الله كفرا

السؤال: 174619

اذا قنط احد من رحمة الله فهل سيكون كافر كما فى الآية 87 من سورة يوسف؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قال الله تعالى :   إنَّه لا ييأس مِن روح الله إلا القومُ الكافِرون  يوسف / 87
وقد دلَّت هذه الآيةُ الكريمةُ على أنَّ اليأسَ والقنوطَ مِن رحمة الله تعالى مِن صفات القوم الكافرين، ولا يلزَم مِن هذا أنَّ مَن اتَّصفَ بصفةٍ مِن صفاتهم أن يكون كافرًا مثلهم.
واليأس والقنوط مِن رحمة الله تعالى قد يكون كفرًا يخرج مِن مِلَّة الإسلام، وقد يكون كبيرةً من الكبائر.
والضَّابِط في ذلك: أنَّ اليأس إذا انعدمَ معه الرَّجاء في رحمة الله تعالى وفرجه وعفوه -له أو للنَّاس-، وكان إنكارًا واستبعادًا لسَعَة رحمته سبحانه ومغفرته وعفوه فهو كفرٌ؛ لأنَّه يتضمَّن تكذيبَ القرآن والنُّصوص القطعيَّة، وإساءة الظَّنِّ بربِّه تعالى؛ “إذ يقول – وقوله الحق -:  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ الأعراف/156  وهو يقول: لا يغفِر له! فقد حجَّر واسعًا. هذا إذا كان معتقدًا لذلك”؛ كما قال الإمامُ القرطبيُّ -رحمه الله- في تفسيره (5/ 160).
أما إن كان لاستعظام الذَّنوب ، واستبعاد مغفرتها والعفو عنها، أو بالنَّظَر إلى قضاء الله وأموره في الكون -كاليأس في الرِّزق والولد ونحوه-، مع عدم انعدام الرجاء؛ فهذا كبيرةٌ مِن أكبر الكبائر ولا يكون كفرًا. وقد عُدَّ من الكبائر -بالإجماع-؛ لما وردَ فيه مِن الوعيد الشديد؛ كقوله تعالى:  إنَّه لا ييأس مِن روح الله إلا القومُ الكافِرون  يوسف/87 ، وقوله سبحانه:  ومَن يقنَط مِن رحمة ربِّه إلا الضَّالُّون الحِجر/ 56 ، والله أعلم.
وينظر للاستزادة : تفسير القرطبي (5/ 160)، والزواجِر عن اقتراق الكبائر لابن حجر الهيتميّ (الكبيرة الأربعون)، وشرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ( 1/ 552)، والموسوعة الفقهية الكويتية (7/ 200).

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android