تنزيل
0 / 0

زوجته ترفض معاشرته ولا يستطيع طلاقها حتى لا يحرم من ابنته

السؤال: 174679

أنا متزوج منذ سبعة أعوام وعلي مدي سنين عديدة ترفض زوجتي معاشرتي ، كذلك أنا أطلب منها أن ترتدي ثياب حسنة و لكنها نادراً ما تفعل ذلك ، أنا أشعر بالتعاسة في زواجي وقبل عدة سنوات طلبت الطلاق ، ومنذ ذلك الحين أصبحت زوجتي مهتمة بالعلاقة الحميمية الآن لدينا طفلة عمرها سنتان ، ومنذ ذلك الوقت وهي تتجاهلني وتظهر القليل من الإهتمام بالعلاقة الحميمية ، لقد أخبرتها بأني غير سعيد ولكنها لم تتغير ، أنا أفكر في الطلاق ولكني أصاب بالاكتئاب الشديد عندما أتخيل أني سأبتعد عن ابنتي ، حتى أني أصبحت مكتئبا جدا وفكرت في الانتحار ، ولكن زوجتي مازالت علي نفس الحال ، أنا لا أدري كيف أتصرف وأشعر بالتعاسة في زواجي ، ولكني سأكون أكثر تعاسة حينما أصبح علي بعد أميال من ابنتي إذا وقع الطلاق . لقد قمنا بمحاولة المشورة وإصلاح الزواج ولكن ذلك لم يكن مجدياً. أرجو منكم النصيحة. شكراً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أمر الله تعالى الزوجين بحسن العشرة فقال :   وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ  النساء/19 ، وقال : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  البقرة/228
ومن حسن العشرة : الاهتمام بالطرف الآخر ، والتزين له ، وإعفافه وتحصين فرجه ، ولهذا كان امتناع الزوجة عن فراش زوجها محرما تحريما غليظا ، كما روى البخاري (3237) ومسلم (1436) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح   .
فإن امتنعت من غير عذر كانت عاصية ناشزا ، تسقط نفقتها وكسوتها .
وعلى الزوج أن يعظها ويخوفها من عقاب الله ، ويهجرها في المضجع ، وله أن يضربها ضرباً غير مُبَرِّح، قال الله تعالى :   وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا   النساء/34 .
وإذا لم تفلح هذه الوسائل ، فاختر حكما من أهلك ، وتختار هي حكما من أهلها ، ليقفا على المشكلة ، ويحكما فيها ، كما قال تعالى :   وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا   النساء/35

وإذا رأيت أن تهديدها بالطلاق قد يصلح حالها ، فلا حرج في ذلك ، بل إن غلب على ظنك أن إيقاع طلقة عليها سينفعها ويردها إلى صوابها ، فطلقها طلقة واحدة ، واتركها مدة ، ثم راجعها .
وإن أمكنك الزواج من ثانية مع الإبقاء على زوجتك هذه ، فهذا خير من تطليقها وتضييع ابنتك.
وينبغي أن تنظر في أمرك وتراجع سيرتك مع زوجتك ، فقد تكون مقصرا في بعض شأنها ، أو مقيما على أمر يؤذيها وينفرها منك ، والعاقل من حاسب نفسه ووقف على أخطائه ، وبعض المشكلات لا يحلها غير المصارحة والوقوف على أسبابها ثم علاجها .
ثانيا :
ينبغي أن يتحلى المؤمن بالصبر وقوة العزيمة ، وألا يضعف أمام ما يصيبه من البلاء والفتن ، وأن يكثر من الطاعات التي تقوي إيمانه ، وتعينه على الثبات ، كما قال تعالى :   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ   البقرة/ 153
والانتحار كبيرة من كبائر الذنوب ، وفاعلها متوعد بالخلود في نار جهنم أبداً ، ويعذبه الله تعالى بالوسيلة التي انتحر بها ، فالحذر الحذر من التفكير في ذلك ، فالانتحار – وإن تخلص به الإنسان من ضيق الدنيا – إلا أن يعرضه لعذاب الآخرة ، ثم إنه يجلب التعاسة لأهله وذويه ، فتأمل حال طفلتك التي أنت صابر على الضيم من أجلها ، كيف سيكون حالها ومصيرها ومستقبلها إذا أسأت إليها بانتحارك ؟
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك هذا البلاء ، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا .
وراجع – للأهمية – السؤال رقم ( 111938 ) .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android