طلبت من أبي أن يخطب لي ابنة عمتي على سنة الله ورسوله لأنها فتاة صالحة ودينة ، وفي زماننا هذا قلما تجد من أمثال هؤلاء ، وألا يعطيني ولا ليرة واحدة ، ولا يتدخل في المصاريف أبدا …. علماً بأن عمتي و جميع أفراد عائلتها قبلوا بي وهم يحبونني بشدة ، لأنني أحب الله وأخشاه وأأتمر بما أمرني ، وأنتهي عما نهاني عنه ، بيد أنهم اشترطوا أن يوافق أبي على العقد فقبولهم مقرون بقبول أبي . فغضب وغضبت أمي ورفضوا ذلك رفضا قاطعاً ، بحجة أنها من عمري “22سنة”و أنها ليست جميلة !!!
لكنني تمسكت بقراري وحاولت كثيرا وبعدة طرق إقناع من غير فائدة …
وقعت في حيرة من أمري ، ولا أعرف ماذا أفعل ، تدهورت دراستي وتدهورت حالتي الصحية ، أما بنت عمتي فحالتها الصحية تردت بشكل كبير ، وأصبحت ترتاد العيادات الطبية من مختلف الاختصاصات .
والداه يرفضان زواجه من بنت عمته وهو يريدها
السؤال: 174945
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
عليك أن ترضي أمك وأباك ، لأن طاعتهما واجبة ، والزواج من امرأة بعينها لا يجب ، وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود الموريتاني في نظم البرور – بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة .
لكن إن خشي الوقوع في الحرام مع هذه المرأة ، كان درء هذه المفسدة مقدما على طاعة الأبوين.
قال الشيخ المرابط أباه ولد محمد الأمين الشنقيطي في نظم الفردوس :
إن يمنع الوالد الابن من نكاحْ امرأةٍ امنعن على ابنه النكاحْ
ما لم يكن خشي من معصيةِ تقع بينه وبين المرأةِ
كما عزاه للهلالي السيدُ عبد الإله العلوي الأمجدُ
فإن كنت حريصا على الزواج من هذه المرأة فعليك بإقناع والديك بأسباب اختيارك لها ، فإن وافقا فالحمد لله ، وإن أصرا على الرفض وجبت طاعتهما ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
ولا يخفى أنه مع اشتراط أهلها موافقة والدك ، فإنه لا سبيل إلى الزواج منها إلا بإغضاب ومخالفة أهلكما معا ، وفي هذا من المفسدة والشر الشيء الكثير ، إضافة إلى ما سبق من المعصية والعقوق .
ولا ينبغي أن يحزنك ذلك ، فإن الله جاعل لك بطاعتهما خيرا وتوفيقا ، ولا يخفى ما للوالدين من عظيم الحق والفضل الذي يستدعي شكرهما وبرهما والإحسان إليهما والتضحية بكثير من الملذات والمسرات لأجلهما ، ولعل الله أن يسوق لك امرأة فيها من الصفات الدينية والخلقية ، ما يرضيك ويرضي والديك .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب