0 / 0

كيف يتصرف مع والده الذي اكتشف أن له علاقات محرمة مع نساء ؟

السؤال: 175113

والدي يخون والدتي فماذا أفعل ؟ وهو يصلى جميع الصلوات ودائما ما يقدم نصائح إسلامية أفلا يكون بذلك منافقاً بسبب الأفعال التي يقوم بها أستغفر الله ، وهذا الأمر مستمر منذ زمن طويل ، وكان متقطعا فمنذ أن عشنا في أفريقيا تزوج والدي بزوجة أخرى تركنا وهرب معها ، وعندما انتقلت للعيش بالمملكة المتحدة حيث عدت لأفريقيا بعد ولادتي بالمملكة المتحدة تكرر ذات الأمر ولم يتغير شيء ، وأنا ووالدتي انتقلنا للعيش بعيدا عنه ؛ لأنها اكتشفت الأمر عندما كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريبا ، ومنذ 3 سنوات عدنا ، وأنا الآن أراقبه عن كثب ويزداد الأمر سوءا ، وقد شاهدت صفحته الشخصية للمواعدة في موقع للمواعدة ، وقد رأيت نصوصاً بينه وبين سيدات أخريات بما فيهن زوجته الأخرى وبها كلام مخزي ، كما أنه تلقى أيضا صوراً من زوجته الأخرى ، وأعتقد أنه يواعد نساء أخريات أيضا ، وقد قام مؤخرا بزيارة إحدى النساء وأنا أعرف ذلك بسبب رؤيتي لإحدى الرسائل ، وأنا أعلم أن ما أفعله خطأ وذلك بسبب مكري وخداعي ، لكني قلق من أني إذا واجهته فإن والدتي ستتدمر ؛ لأنها ستعرف هي الأخرى فماذا أفعل ؟ مع ملاحظة أن هناك أفراد من الأسرة حاولوا إرشاده لكنهم فشلوا .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إن ما يفعله والدك هو خيانة لدينه قبل أن يكون خيانة لوالدتك ، وإن وقوع الأب – رب الأسرة – في معصية ظاهرة أو معروفة لدى بعض أبنائه يسبِّب دماراً للأسرة التي ستفتقد القدوة الحسنة وتفتقد القيادة الرشيدة للبيت وأهله ، وهو ما سيجعل من الأسرة الواحدة أفراداً مفككين ويتجرأ كل واحد منهم على المعصية التي يهواها ! ولذا فليحذر الآباء من أن يكونوا قدوات سيئة لأسرهم ، وليعلموا أن الله تعالى سائلهم عن رعيتهم أدوا النصح لها أو وقع التفريط منهم في الأمانة عليها .

وقد ساءنا الحال الذي تذكره عن والدك ، وخاصة أنه من المصلين ومن الناصحين بالخير ، ولذا فإننا نوصيك بأشياء نرجو أن يكون فيها نفع وإصلاح :
1. أن تتوقف عن تتبع رسائله والتجسس على مراسلاته وكتاباته ؛ لأن ذلك من التجسس المذموم ، وفيه النظر إلى ما يحرم عليك النظر إليه من صورة لرجل أو لعورة ، وقد يسبِّب لك ذلك النظر المحرَّم فتنة في دينك ، فلا يأمن مَن كان حاله مثلك أن يطلع على صور لرجال أو عورات تؤدي إلى الوقوع في الفتنة وفساد الأخلاق ، ويكفيكِ معرفة وقوعه في الإثم في علاقات محرمة مع نساء مراسلةً أو مواجهةً ، فليس هناك داعٍ لتتبع المزيد لما فيه من حرمة وأثر سيئ ، من غير مصلحة ترجى من وراء ذلك .
2. ابحث عن أسباب وقوع والدك في ذلك الحرام من العلاقات مع النساء ، فقد تكون والدتك هي السبب فتكون هي العلاج ! فكثير من مثل حالة والدك لا يجد الرجل من زوجته ما يشبع رغبته الجنسية ولا يجد من طيب الكلام وحلو المعاملة ما يغنيه عن العلاقات المحرمة مع غيرها من النساء ، وبالطبع ليس هو معذوراً في إنشاء تلك العلاقات المحرمة ، خاصة أن الرجل مقيم على ذلك منذ زمن ، ومتعدد التجارب المشينة ؛ وإنما نحن في صدد البحث عن علاج لتلك المصيبة ، بكل سبيل يمكننا ، فإن كان الأمر كذلك ، فانصح والدتك بأن تعاشره بالمعروف ، وأن تغنيه بنفسها عن غيرها من النساء .
3. بالإمكان أن تجربوا معه النصح غير المباشر ، كأن يطلب أحد منكم منه النصح والتوجيه كتابةً أو مشافهة في قضية مطروحة في " المدرسة " أو على " مواقع الإنترنت " أو في المجتمع الذي تعيشون به ، وتختلطون معه ، حول مشكلة مثل مشكلتكم معه ؛ كيف يتصرف الأبناء مع أب في مثل حال أبيكم ؟ وما هي الآثام التي ستلحق بذلك الأب ؟ وما هي آثار أفعاله السيئة على أسرته ؟ " .
ونرجو أن تكون هذه الحيلة نافعة في إصلاح حاله فقد تكون الضربة التي تقع موقعها ليصحو من غفلته ويرعوي عن غيِّه ومعصيته بها .
4. فإذا لم تنفع تلك الطريقة ليصحو من سكرته ويستفيق من غفلته : فنرى أن تكون مواجهة صريحة معه ، لا يكون فيها تلميح بل تصريح ، ولا يكون فيها مجاملة بل مواجهة ، وليكن هذا مغلفاً بغلاف المحبة والنصح والخوف عليه من عذاب الله وتعرضه لسخط ربِّه تعالى عليه والخوف من سوء خاتمة تُلحق به العذاب وتُلحق بأسرته الخزي والعار .
ونرجو أن يكون هذا نافعاً له يكف به عن الوقوع في الحرام من العلاقات مع النساء ، ويساهم في إصلاح نفسه ونصح أسرته .
5. فإن لم يُجد كل ما ذكرناه فابحثوا عن آخر وآخر من الرجال القريبين من عقله أو قلبه أو منهجه ليكونوا له من الناصحين والمذكِّرين بعواقب فعله في الدنيا والآخرة ، ولا تيأسوا من ذلك .
6. ولن نقول إن آخر شيء تفعله له هو الدعاء له بالهداية الصلاح ، بل هو أول ما ينبغي لك أن تفعله ، ولكننا نقول لك إن لم يُجد مع والدك كل ما ذكرناه فاستمروا في الدعاء له بأن يصلح الله حاله ويغير سلوكه ويهديه إلى سواء السبيل ، مع تحري الأوقات الفاضلة كالثلث الأخير من الليل ، وتحري الأفعال مظنة الاستجابة كالسجود في الصلاة .
07 فإن لم يجد كل ما سبق مع والدكم ، ورأيتم أنه مصر على تلك الفاحشة ، فليس للوالدة أن تبقى على العيش مع مثل هذا ، بل تسعى للانفصال عنه ، إما بطلاق ، وإما بخلع ؛ ولعله إن رأى ذلك أن يهتم لأمر بيته الذي يهدم وأن يقلع عما هو فيه ؛ فإن لم يقلع ولم يتغير ، فهذا أدعى لفراق والدتكم إياه ؛ وأما أنتم فواصلوه ، وأحسنوا إليه بما استطعتم .
وينظر جواب السؤال رقم (110141) .
ونسأل الله أن يهدي والدك لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يجعل ذلك عاجلاً لا آجلاً .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android